حول التنقيب عن الذهب : لون من"الجف" المحبَّذ

يواصل "الجف" أو "اتلحليح" ـ طبقا لما نشرته  موريتانيا المعلومة منذ اربعة ايام في ورقة سابقة ـ استفادته بدون منازع من حمى التنقيب عن الذهب. ولنا دليل على  ذلك من خلال التدوينة الأدبية  الشيقة التالية التي كتبها عبد القادر ولد محمد.  وهو من ابرز المثقفين الموريتانيين الناشطين على شبكة التواصل الإجتماعي (فيسبوك ) الذين يكتبون بأسلوب ساخر مريح.

"المقامة الذهبية

حدث تعبان الذهبي.. قال : 
و في أيام الحديث عن مكافحة التطرف و الغلو و التكفير.. ذهب الناس إلي بوادي اينشيري للبحث عن الذهب.. و لتحصيل المال الكثير.

 و لم يبق منهم في المنازل.. سوى العجائز و المعتدات من الأرامل.. و ذهبت مع الذاهبين إلى الذهب.. في جمع من فضلات المصايب.. من بينهم علماء في المذهب.. و شعراء تحلوا بجواهر الأدب.. وفلاسفة حووا ما ليس في الكتب.. و نشطاء من أهل الشغب.. و أغنياء جمعوا المال بالجهل المركب.. و بسطاء ظهرت عليهم علامات التعب.. و أطر و موظفون و مثقفون و منظرون للتحزب.. وممثلون عن عالم الفن والطرب..

 و ذهب الموكب السائر من تخوم أوكار.. إلي أقصي اكًشار.. الذي قطعناه ليلا بتلاوة القران.. واصطحبنا معنا أجهزة كأضواء البيان.. كنا قد جلبناها من دبي و من باريس و من اليابان..

و قد بدأ التنقيب غداة خروجنا إلي الفلاة.. بعد أن صاح المؤذن ب"حيا علي الصلاة".. و حصل بعض المرور.. لما بدا على وجوه البعض من السرور..

 و مذ ذلك الحين ساد انعدام الثقة في عمل الجماعة .. و اتهم بعضهم البعض بإخفاء ما عثر عليه من لوامع الدرر.. فصار التعامل بين رفاق السفر.. يتسم بالحذر.. من غياب الشرط الوارد في الباب الأول من المختصر..

 و عم الخلاف.. و توطد الاختلاف.. و تشاجر القوم على أصل الملكية.. و علي طريقةً تقسيم الأموال المحتملة أوالخفية..

 فذهب بعض أهل العلم إلي تحريم الشراكة في شذرات الذهب.. و وصفها بالشرك.. و قال آخرون إنها من موجبات الكفارة والشكاية عند الدرك.. و استدل بعضهم بالقول المأثور بان "لحمة الشرك ما اتطيب ".. و قال القانونيون إنها لا تصح إلا بالمساواة فى النصيب.. فاشتد النزاع، و كان في الجماعة قاضي.. قوله ليس" بالماض".. فهدد بالسجن من لم يكن بقسمته في مقام الراضي..

و أمر أفرادا من الشرطة بالتفتيش.. فلم يجدوا من الذهب سوي حبيبات أخفيت في الجيوب و في الحشيش ..

فاصدر حكما مفاده أن الذهب كالكبريت الأحمر يذكر ولا يري.. أو كالجن الذي لا يتفق علي رؤيته اثنان من أهل الوري ..

و سميت تلك السنة بعام الذهب .. يا له من عام عجب ‼".

المصدر : صفحة  عبد القادر ولد محمد على فيسبوك

تصنيف: 

دخول المستخدم