"الجف" أول مستفيد من التنقيب عن الذهب

من المفاهيم الاجتماعية التي ولدت مؤخرا في البلد ما يعرف تحت كلمتي "اتلحليح "و " الجف" أو "الدف". وهي كلمات دارجة صارت مألوفة ومتداولة كثيرا بين الناس وخاصة الشباب، وتعني ذلك النشاط ذي الطابع الإعلامي المتعلق بالغير والذي لا يخلو من شبهات و إثارة  وحتى تشويق.. لأنه يقوم أولا وقبل كل شيء على مجموعة من المضامين والأساليب و الإشكال الإخبارية الجذابة. من أهم مرتكزاتها:  

  • البحث عن ما يشد انتباه المستمع
  • الفكاهة و التنكيت
  • انتهاك خصوصية الآخرين
  • نشر الإشاعات الكاذبة أو المشبوهة
  • الابتزاز والتزوير أحيانا
  • ...

وقد يتولد انطباع مبرر لدى البعض من خلال رصده للمفهوم بأن الجف واتلحليح يتمايزان شيئا ما تبعا للجنس : صفة الجف قد تبدو اكثر أنوثة  من اتلحليح الذي قد يلتصق بالرجال أكثر. إلا أن الفرق بين المصطلحين ليس بالدرجة الكافية التي تسمح بتخصيض هذه الكلمة أو تلك للرجال أو للنساء؛ لذلك جاز اعتبارهما مترادفتين.

و يمتاز الجف بحيوية الممارسين له ـ سواء كانوا ذكورا أم إناثا ـ وبسعة خيالهم وقدرتهم على الإندماج في المجتمع واختراق الحواجز النفسية والسلوكية الحائلة بينهم مع الناس للحصول على المعلومة أو الحصول على المادة الأولية التي تسمح بصناعتها، بوصف المعلومة منتج يمكن تركيبه و تغييره حسب حاجة القائم على صناعته.

يشهد الجف اليوم تطورا لم يسبق له مثيل بفضل تقنيات التواصل الاجتماعي (فيسبوك ـ فيبر ـ واتساب...) التي وفرت له مطية لا سابق لها. وهو يتغذى على ما جد من الأخبار. و أقوى رافد له منذ أسابيع أو أشهر في بلادنا هو التنقيب عن الذهب الذي يشهد إقبالا جماهيريا رافقته سيول عارمة من الإشاعات  بدرجة  مثيرة وغريبة يمكن وصفها دون تريب  ب"حمى  الذهب الجنونية بقيلها وقالها وكثرة سؤالها".  أعاذ  الله  موريتانيا مما تغذيه هذه الحمى من "جف" ومن ما قد ينجم عن ذلك من مخاطر من الصعب التحكم في محركاتها الخفية ولا في مخرجاتها المريبة.

البخاري محمد مؤمل 

تصنيف: 

دخول المستخدم