قد يستغرب البعض اعتراضي على تمويلات المعلن منها أنها خيرية بحتة، لكن الأحداث العالمية الأخيرة أثبتت أن السم عادة ما يأتي مغلفا بالعسل.
أحداث الحادي العشر من سمبتمر وما تلاها من أحداث غيرت مجرى العالم وأسالت من الدماء ما عجزت عنه الحربان العالميتان مجتمعتان كانت تمويلاتها تأتي تحت غلاف العمل الخيري بعلم من المتبرعين أو دون علم منهم.
موريتانيا أو "المنكب البرزخي" كانت من بين الدول التي اكتوت بنار الإرهاب الذي حصد بعضا من خيرة مجنديها والمدافعين عن حوزتها الترابية، ورغم أنها حاولت جاهدة مواجهته ميدانيا إلا أنها لم تستطع تجفيف منابعه المالية، ولأن التجربة العالمية أثبتت أن تمويلات العمليات الإرهابية في الغالب تأتي عن طريق ما يطلق عليه منظمات العمل الخيري فإن على مفتشية الدولة العمل على تفتيش منظمات المجتمع المدني والتي في الغالب تأتيها التمويلات عن طريق دولة الإمارات العربية رائدة العمل الخير في العالم الإسلامي بحسن نية.
ولأن الإمارات باتت تخشى على مصير استثماراتها الخيرية فقد عقدت مؤسسة دار البر العزم على تفتيش المنظمات التي مولت لها مشاريع في الغالب لم ينفذ منها إلا جزء يسير بينما ما زال يخفى على الجميع فيما استثمرت البقية في عالم يهدده الإرهاب.
تفتيش تقول مجريات الأحداث والمعطيات على الأرض أن عليه أن يكون جديا ودقيقا وصارما وبعيدا عن المحاباة والودية لأن الأمر يتعلق بمصير دولة وشعبها أكثر مما يتعلق بمودة بين أشخاص.
أما مفتشية الدولة الموريتانية فإن عليها هي الأخرى من باب الحفاظ على الأمن ومصالح الفقراء المستهدفين أن تواكب عمليات التفتيش التي سيجريها الإماراتيون ابتداء من يوم 10 في الشهر الجاري لمعرفة مصير الأموال المرسلة إلى فقراء موريتانيا، وتأمين الدولة والشعب من مصادر صرفها.
سيدي عالي محمد
تصنيف: