سكان الأرياف هم دائما الأكثرية وهم أيضا من يعيشون على وقع ما تدر به مواشيهم من اللبن إضافة إلى الإنتاج الزراعي بعيدا عن مشاغل المدن الكبرى وأسلوبها في العيش .
بساطة الحياة تلك ظلت إلى حد كبير تنعكس في الأساليب البدوية في علاج الأمراض والتوليد بالطرق التقليدية غير أنه بوجود الدولة ونظام المدينة أصبح الأمر مختلفا وأصبح كل تجمع قروي يطالب بالمستشفى للعلاج والمدارس للتعليم وغيرها من ضروريات النظام المجتمعي المدني وإن ضاق الحال وبعدت المسافة عن وصول ذلك المبتغى خاصة في أبعد المناطق من العاصمة .
مقاطعة أمرج من اقدم المقاطعات في البلاد وخاصة في الحوض الشرقي إلا أن تلك المقاطعة وكغيرها من المقاطعات كان حظها من البنى التحية غير منساب مع ما تمتلكه المقاطعة وضواحيها من النسمة خاصة أهم تلك الركائز ألا وهو الطب بكل أشكاله : المستشفى والطاقم والدواء .
بعدد سكانها الذي يتجاوز المائة الف نسمة حسب آخر إحصاء رسمي متوزعة على ثلاث بلديات هي امرج وعدل بركو و بوكادون تعيش مقاطعة امرج صعوبة بالغة في إستيعاب مستوصفها الصغير لتلك الساكنة وإن كانت بلدية عدل بكرو بدورها تحوي مستوصفا تابعا لمستوصف امرج اداريا حيث يتكون هذا الأخير من خمسة اقسام بعدد الغرف الموجودة بسعة إستعاب ضعيفة جيدا لتلك الأقسام وهي قسم المعاينة الخارجية وقسم النساء والتوليد وقسم للصيدلية وقسم المخبروقسم التغذية والنواقص غير أن تلك الأقسام قد يظن القارئ أن لديها من الطاقم مايسد حاجة المراجعين للمستوصف يوميا بل إن الواقع فيها شديد الصعوبه وهو غياب للإمكانيات البشرية كالطاقم المكون بشكل جيد بوجود طاقم قليل العدد وضعيف التكوين لايكفي لتغطية المراجعين يوميا للمستوصف والقادمين من شتى المناطق التابعة للمقاطعة كما تتبع للمستوصف أربع عشرون نقطية صحية موزعة بين تلك البلديات الثلاث .
حالة مستوصف " أمرج" باتت في تحسن نسبي حسب الساكنة إذ أن المستوصف كان قبل أشهر قليلة شبه مركز صحي رغم النواقص التي لايزال المستوصف في حاجة ماسة لها تلك الحالة التي يعيشها يرجع الفضلفيها حسب الساكنة إلى الطبيب الرئيسي للمستوصف الدكتور إطول عمرو ولد البشير الذي منذ قدومه إستطاع بإرادة قوية أن يغطي بقدر طاقته على ذلك النقص البشري الموجود فيه , فمنذ قدومه إلى مستوصف أمرج في أكتوبر الماضي بات الدكتور إطول عمرو ول البشير يقوم بعمل جبار والأمثلة على ذلك كثيرة حيث إن قسم التوليد لا يتوفر على قابلة ما يجعل الطبيب الرئيسي يقوم بالحجز والمعاينة و والحجز ومتابعة الأطفال المرضى .
واقع المستوصف المرير ورغم قوة إرادة المسؤولين عنه في بقاءه فاتحا ذراعيه لإستيعاب الحالات الصحية للمرضى والقادمين اليه من الأرياف الا أن المسؤولين عن المستوصف يناشدون الجهات المعنية بلفتة كريمة تجاه المستوصف , لفتة يتمناها الطبيب الرئيسي الدكتور إطول عمرو ولد البشير القائم على المستوصف أن تحمل في طياتها ما يحتاج إليه المستوصف من نواقص أبرزها :
- طاقم طبي متخصص يكون عونا للطبيب الرئيسي الذي بات يحمل على أعبابه ثقل المستوصف بكل أقسامه وذلك منذ قدومه إليه في أكتوبر الماضي قادما من عدل بكرو .
- قابلة فالمركز يحوي قسم للتوليد يحتاج إليها .
- طاقم تمريضي مكون بشكل جيد فالمركز يحوي طاقما غير مكون و لايفي بالغرض المطلوب منه .
وفي إنتظار تلك اللفتة التي يتمنى الدكتور المسؤول عن المستوصف الصحي بأمرج أن تأتي في أسرع وقت وبما يفي للمركز الصحي لساكنة أمرج بما يحتاجون اليه مما يسهم في تطوير مركزهم الصحي لتلك الساكنة التي لاتفتأ تذكر ما يقدمه لها الدكتور إطول عمرو ولد البشير من خدمة إنسانية تعكس أخلاقيته المهنية و قوة إرادته العملية فهل يكون الجزاء من طرف المسؤولين على قدر ما يقدمه الرجل آخذين بالإعتبار قوله تعالى (هل جزاء الإحسن إلا الإحسن ) صدق الله العظيم .
تصنيف: