بعدما شاع وتأكد خبر إجراء تحقيقين من طرف الدولة حول حادثة انبان التي مات فيها المواطن عباس روكي- عفا الله عنه- على إثر إصابته برصاصة أطلقها أحد أفراد دورية عسكرية كانت تطارد مهربين كانت الضحية معهم[i]؛ اصدر حزب تواصل- المحسوب على الإخوان المسلمين- وحزب اتحاد القوى الشعبية (UFP) ذو المرجعية اليسارية العلمانية بيانين منفصلين، واحدا عن كل حزب، يطالبان فيهما بإجراء تحقيق حول الحادثة.. متجاهلين كون الدولة بادرت إلى القيام بسرعة، بفتح تحقيق ذي طابع إداري وتأديبي من طرف السلطات العسكرية، في حين قام وكيل الجمهورية لدى المكمة المعنية بإجراء معاينة فورا، آذنا بفتح ملف قضائي حول القضية.
وأمام تجاهل الحزبين للإجراءات الإدارية والقانونية التي تم اتخاذها من طرف السلطات المعنية، استغرب مدونون ومتابعون للحادثة وتداعياتها بيانيهما السابقي الذكر، معتبرين أن هذا التصرف يشكل مناورة سياسية ضعيفة وعقيمة[ii] يبحث أصحابها عبثا عن فرصة تسمح لهم من الخروج من سبات سياسي شديد أصابهم منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولا تتوفر لهم لحد الآن سبلا للخلاص منه. في حين يخفي، من جهة أخرى، تزامن البيانين سباقا وتنافسا غير معلن على الساحة الإعلامية بين الحزبين.
وقد أشار الكاتب والباحث المختار ولد داهي إلى هشاشة هذه المناورة السياسية وضعف اصحابها لما ردعلى الحزبين، قائلا: " تواصل و UFP .يقتحمان بابا مفتوحا."
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف:
