رئيس الجمهورية يدشن جسر الصداقة الموريتانية الصينية

دشن فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الخميس، جسر الصداقة الموريتانية الصينية، الذي سيمكن من تطوير البنية التحتية الحضرية في العاصمة نواكشوط، تجسيدا لرؤية موريتانيا الحديثة.

وتجول فخامة رئيس الجمهورية في مختلف مناحي هذا الجسر وتلقى شروحا حول الخصائص الفنية له ومدى موائمتها لمتطلبات عصرنة المدينة من خلال تسهيل النقل بين ولايات نواكشوط، قبل أن يزيح الستار عن اللوحة التذكارية لهذا المشروع ويقص الشريط الرمزي إيذانا ببدء تشغيله.

في بداية الحفل شاهد الحصور فيلما وثائقيا استعرض أهم الإنجازت في مجال البنى التحتية التي قام بها قطاع التجهيز والنقل، كما شاهد الحضور فيلما وثائقيا آخر استعرض مختلف المراحل التي مر بها هذا الجسر.

ويبلغ العمر الافتراضي لهذا الجسر، الذي تم تصميمه وفق المواصفات القياسية العالمية، 100 عام، بطول بلغ 270 مترا وعرض سطحه 19,5 مترا، ويتكون أعلى الجسر من اتجاهين بسعة مسارين في كل اتجاه، أما أسفل الجسر فيتألف من مسارين في كل اتجاه للسيارات ومسارات للدراجات الهوائية والراجلين، مع أرصفة بعرض 2.50 مترا.

كما يتكون من 40 دعامة مثبتة على عمق يصل 60 متراً، و54 عارضة خرسانية، و9 فتحات بطول 30 متراً لكل واحدة، وأروقة فنية خاصة بمنشآت الكهرباء والصرف الصحي، وقنوات تصريف مدمجة، إضافة إلى إشارات ذكية لتنظيم حركة المرور على التقاطعات أسفل الجسر.

وبلغت التكلفة الإجمالية لهذا المشروع، الممول من جمهورية الصين الشعبية 220 مليون يوان صيني (أكثر من 1,25 مليار أوقية جديدة)، وأنجز المشروع في 28 شهرا.

وأكد معالي وزير التجهيز والنقل السيد أعلي ولد الفيرك، في كلمة بالمناسبة، أن عهد فخامة رئيس الجمهورية، شهد طفرة نوعية في إنجاز مشاريع البنية التحتية، مما شكل رافعة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد، مبرزا أنه خلال الفترة الأخيرة تحققت إنجازات عديدة شملت جميع القطاعات ذات الصلة بتحسين حياة المواطنين، كالتعليم والصحة والمياه والطاقة والزراعة والإسكان.

وقال إن الإنجازات متواصلة، تنفيذا للتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، التي تضمنها برنامجه طموحي للوطن، الذي تعمل حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار أجاي، على ترجمته وتجسيده على أرض الواقع.

وأضاف معالي الوزير أن قطاع الطرق لم يكن بمنأى عن هذه الإنجازات، حيث شرع في بناء ما يزيد على 2200 كلم من الطرق الجديدة موزعة على 44 مشروعا بغلاف مالي بلغ سبعة وعشرين مليار أوقية جديدة، بعضها اكتملت فيه الأشغال، مما مكن من الربط بين بعض مقاطعات الوطن، كتامشكط وبومديد وجكني وبنشاب، مبرزا أن هذه المشاريع ستمكن بعد اكتمالها من ربط باقي المقاطعات، كما ستعزز من الربط والاندماج الإقليمي بين بلادنا ودول الجوار من خلال محور ازویرات تيندوف وجسر روصو.

وأضاف أنه تمت إعادة تأهيل أكثر من 1200 كلم من شبكة الطرق الوطنية، في أكبر عملية صيانة عرفتها البلاد، شملت المحاور الرئيسية كطريق الأمل وطريق، نواكشوط-روصو، وطريق بوكي-كيهيدي، إضافة إلى إنجاز 387 كلم من الطرق الحضرية بانواكشوط وبعض المددن الداخلية.

واستعرض معالي الوزير العديد من الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات، كإنشاء مؤسسة أشغال صيانة الطرق للحفاظ على الشبكة الطرقية، وإعادة تأهيل مطار نواذيبو الدولي، وغير ذلك من المشاريع الحيوية التي اكتملت الأشغال في بعضها والبعض قيد الإنجاز، إلى جانب مشاريع هامة سيعلن عن مناقصاتها.

وقال إن هذا المشروع “جسر الصداقة الموريتانية- الصينية”يعتبر منشأة عصرية هامة ستبقى شاهدة على عمق الصداقة بين الشعبين الموريتاني والصيني، معربا باسم الحكومة والشعب الموريتاني عن أصدق عبارات الشكر والعرفان لحكومة جمهورية الصين الشعبية على دعمها المتواصل لبلادنا في مختلف المجالات التنموية، خاصة في مجال البنى التحتية.

بدروه أوضح نائب رئيسة جهة نواكشوط السيد إدوم ولد اعبيد الله، أن تدشين جسر الصداقة، كسابقيه– جسر تآزر وجسر الحي الساكن – يندرج في إطار حزمة المشاريع الهامة التي تواصل حكومة معالي الوزير الأول العمل على تنفيذها، بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية، من أجل إعطاء مدينة نواكشوط الوجه الحضري اللائق بها كعاصمة وواجهة للبلد.

وقال إن المشاريع التي دشنت تستحق الإشادة والتثمين، خاصة ما يتعلق منها بتعزيز الحكامة الإدارية وتوطيد دعائم السيادة الوطنية، مؤكدا أن هذه المشاريع سيكون لها أثر مباشر على ساكنة العاصمة، حيث ستساهم في تعزيز انسيابية المرور ودعم البنية التحتية للمدينة، وتحديثها بما يتماشى مع متطلبات الحاضر وتطلعات المستقبل.

من جهته أوضح عمدة بلدية لگصر السيد محمد السالك ولد عمار، أن هذا الجسر يشكل أهم الإنجازات الهيكلية التي تشكل نقلة نوعية في مسار عصرنة نواكشوط وتعزيز بنيته التحتية.

وأضاف أن إطلاق مشروع حركية نواكشوط في أفق 2026 الذي يعد خطوة نوعية في سبيل تحسين جودة الحياة الحضرية وتعزيز انسيابية المرور في العاصمة لا يمثل فقط نقلة نوعية لربط الاحياء بعضها ببعض، بل يجسد رؤية كاملة لمدينة نواكشوط نابضة بالحياة وعصرية، كما يعكس الوفاء بالالتزام بتنمية وازنة وشاملة، إضافة إلى مدى تطور العلاقات الموريتانية مع الشركاء.

أما سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدى بلادنا، سعادة السيد تانغ تشونغ دونغ، فعبر نيابة عن الحكومة الصينية، عن أحر التهاني لموريتانيا حكومة وشعبا على إنجاز هذا الجسر، مثمنا حضور فخامة رئيس الجمهورية لتدشينه،مهنئا الإدارات والمقاولين الذين شاركوا في بنائه.

وقال إن الصين وموريتانيا تربطهما علاقات دبلوماسية وصداقة طويلة الأمد، وقد تجسدت هذه العلاقات في التقاء فخامة الرئيس شي جينبينغ بـرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ غزواني ثلاث مرات خلال عامين وتوقيع اتفاقيات مهمة في العديد من المجالات.

وأبرز أن هذه العلاقات سلكت اتجاها جديدا في التعاون الودي بين البلدين من خلال ما توصلت إليه قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي العام الماضي في بيحين، التي أعلن فيها عن رفع مستوى العلاقات بين الصين وموريتانيا إلى شراكة استراتيجية.

حضر حفل التدشين معالي الوزير الأول ، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، والوزير المستشار برئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الغربية، وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية، وحاكم مقاطعة لكصر، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى موريتانيا.

تصنيف: 

دخول المستخدم