وصفت العملية من طرف أطلس إنفو ب"ضربة موجعة تلقاها حزب تواصل". غير أن القضية صارت معهودة في المشهد السياسي في البلد. وحسب الموقع المذكور يتعلق الأمر " بإعلان العشرات من بلدية الدفعه، بمقاطعة الطينطان، انسحابهم من الحزب، وانضمامهم لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، جاء ذلك خلال أمسية نظموها مساء اليوم الأحد بمقاطعة عرفات،
وقال المتحدث باسم المجموعة: عبد القادر ولد كابر إنهم يعلنون انسحابهم من تواصل، وانضمامهم اللا مشروط لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، مبرزا الأسباب والدوافع السياسية التي جعلتهم يتخذون هذا القرار".
التناقض في الخطاب السياسي... والمناورة الصعبة الإدراك
والجدير بالذكر أن هذه ليست أول مرة يشهد فيها حزب تواصل انسحابات منه أوانشقاقات داخل صفوفه ولن تكون آخرها، فهذا شيء معهود بالنسبة له. فكثيرون هم المنتسبون للحزب الحاكم الوافدون من حركة الإخوان المسلمين. فهؤلاء و تنظيمهم السياسي من ابرز تيارات المعارضة التي تمد باستمرار الحزب الحاكم بمنتسبين جدد. وقد يكون لذلك علاقة بالخط السياسي للحركة الذي من الصعب تفهمه أحيانا بسبب تذبذبه بين التناقضات وبين العالمية والمحلية.
فكيف مثلا يمكن التنقل بين مفهومي "المعارضة الناصحة" و "المعارضة الناطحة"؟ بين المشاركة في الانتخابات من جهة و شجبها من جهة أخرى؟
"تواصل" ضحية لأممية "الإخوان" ...
كما أن قوة الجاذبية للحركة في موريتانيا تتوقف من جهة أخرى على ما قد ينتابها من مد أو جزر في العالم الإسلامي, فمن الشائع أن حركة الإخوان المسلمين هي بمثابة تنظيم أممي تشكل الأحزاب "الوطنية" فروعا محلية تتبع لقيادته الأممية. وعلى الساحة الدولية لا تبدو الوضعية للحركة على أحسن ما يرام في الفترة الأخيرة بعدما تعرضت له من نكسات ومضايقات في بلدان متفرقة : مصر، تونس، السعودية، الإمارات ... إلخ. ولا شك أن هذا الضعف ـ بغض النظر عن كونه ظرفي أو بنيوي ـ يخلف آثارا سلبية على حزب تواصل يستفيد منها خصومه على الساحة الوطنية. ومن هذا المنطلق فإنه من الوارد جدا أن تتواصل الإنسحابات من تواصل ريثما تتحسن حالة الإخوان المسلمين على الساحة الدولية.
تصنيف: