دعاة "الربيع العربي" لهم قولهم.. وفي المقابل، فإن للأستاذ محمدُ ولد إشدو قوله. ولم تفت عليه فرصة احتفاله بالذكرى الرابعة لإطلاق موقعه للتذكير بما أجاب به "الأَرْحَلِيِّين" الفاقدين لرؤية بعيدة المدى.. مخاطبا إياهم بطريقته الجدلية المعروفة : طريقة تمتزج فيها تقنيات المرافعة لدى المحامي، وأسلوب الكاتب العربي الأصيل، وحنكة السياسي المواكب للأوضاع على المستويات العربية، والإسلامية، والدولية. فلنستمع له في الورقة التالية.. وهو يقف عند رأيه ممتثلا قول أمير الشعراء الذي لم تطأ قدماه أبدا "شاطئ الراحة". البخاري احمدو م. مؤمل
" فلسطين والأقصى قبلة النضال العربي والإسلامي والعالمي، وعدو الامتين والبشرية جمعاء هو الإستعمار الامركي الأوروبي والهيونية والخوارج
في الذكرى الرابعة لإطلاق الموقع
قراءنا الأعزاء،
مرت بنا منذ أيام الذكرى الرابعة لإطلاق هذا الموقع الذي كان رهانا صعبا في خضم ما لدينا من المواقع والوسائل والعناوين التي لا تنقصها الإمكانيات والخبرة.
ومع ذلك، فإن حصيلة السنوات القليلة من عمره تبدو مشجعة للغاية؛ إذ يتجاوز عدد زواره اليوم أربعمائة وعشرين ألف زائر (428.000) نصفهم زوار السنة المنصرمة وحدها. وهذا لعمري نجاح كبير. خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن الموقع موقع شخصي وثقافي ويخلو من الأخبار ومواد الإثارة، ولا يبخل بإنتاجه على المواقع الأخرى؛ فهو متاح في أغلبها.
إننا نعتبر هذا النجاح تشجيعا لنا وتثبيتا على الخط العام الذي ينتهجه الموقع؛ وهو الخط الذي يبدو أنه لامس شغاف قلوب القراء وتناول أمورا جوهرية حميمة ولصيقة بأفئدتهم ووجدانهم، دون أن يساهم في تضليلهم أو يمجد عفويتهم كما تفعل بعض جوقات العابثين:
1. قالوا للشعب وهم يستغلون تذمره وعفويته: الثورة والربيع والرحيل على الأبواب في موريتانيا. فقلنا للشعب:
أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
ودعَوْنا إلى أن يكون إطار نضاله المشروع تحقيق الإصلاح المتاح، وساندنا الاستقرار والسلم الاجتماعي والحرب على الفساد والإرهاب والتطرف والغلو، وطالبنا بحماية الحريات وتوطيد المؤسسات الديمقراطية وبث الطرق وتوفير التعليم والصحة والسكن والعيش الكريم، فتحقق الكثير، وما زلنا نطمح إلى تحقيق أكثر.
ولم نكذب أهلنا.
2. وقالوا للأمتين العربية والإسلامية: ثورة وتغييرا وربيعا عربيا.. وتربعوا على العروش. فقلنا لهم وللأمتين: نعم ثورة شعبية عربية في تونس ومصر واليمن تطيح بالطغاة وتفتح آفاق التغيير. وثورة مضادة أمريكية صهيونية رجعية تخرب الثورة وتمزق الأمة وتقتلع البشر والحجر والقيم والأخلاق؛ بدءا بجبال الأمة كمصر وسوريا وليبيا، ممتطية شعار "الإسلام" ومتخذة من بعض المسلمين قاعدة لعملها الهدام:
إنها حرب الصليب فاستعدوا للخطوب.
فمن منا كان أصدق وأبعد نظرا؟
3. ونسوا فلسطين واختزلوها في غزة، ووجهوا بوصلة نضالهم نحو احتلال وتقسيم سوريا ومصر وإركاع الشام والكنانة، وضربوا المَواعد بالأيام والأسابيع لتحقيق ذلك. بينما تشبثنا مع المتشبثين بالثوابت وسددنا بوصلة النضال نحو الهدف الدائم: تحرير القدس أولى القبلتين ومسرى ومعراج النبي الأمين وعاصمة فلسطين، وفلسطين.. واعتبرنا فلسطين لا تعني غزة فحسب؛ بل والضفة أيضا وسائر فلسطين المحتلة والشام والكنانة والعراق وكافة أرجاء معسكر المقاومة من نواكشوط إلى آخر طريق الحرير.
فمن منا كان أقوم قيلا وأهدى سبيلا؟
إننا ونحن ماضون على هذا النهج، وحرصا منا على سلامته، واستمرار التواصل الحميم وجودة الشكل والمضمون، لننتظر من القراء الكرام (وهم الرقباء الفعليون) المزيد من التأييد والتفاعل والتواصل والتقويم والتنبيه والتوجيه، وشعارنا قول شوقي:
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدة وجهاد.
وكل ذكرى والوطن والأمة والبشرية جمعاء بخير.
محمدٌ ولد إشدو
المصدر: موقع أّولد إشدو
تصنيف: