تسريبات ولد غده السابقة.. والمعلومات اللاحقة : هل فعلا ما خَفِيَ أعظم؟

كلنا نتذكر أن ما يعرف بملف "تسريبات ولد غده" تضَمَّن معلومات تتفاوت من حيث دقتها.. تتعلق بأموال قيل أن رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو قدمها لفاعلين سياسيين موريتانيين يُحسبون على صف المعارضة المتشددة ولافراد من الموالاة استمالهم. ولم تكن على العموم المبالغ التي تم الإفصاح عنها آنذاك كبيرة.. غير أنها أثارت شكوكا وتساؤلات حول مدى "أخلاقيتها"، لأنه تم السكوت عليها قبل ذلك ولم تعلن قبل التسريبات.

وإحاطتها بالسرية تَسبَّب في جعل هذا النوع من التمويل السياسي مشبوها. مما دفع بالبعض إلى التخوف من أن يكون ما ورد في التسريبات وعُلِم آنذاك أقل بكثير مما خفي- كما تساءلنا حينها لما كتبنا: " وأخشى أن يكون ما خفِي أعظم وأخطر مما سُرِّب "

وهذا التخوف يعود الآن إلى الأذهان من جديد على اثر المعلومات المحيرة والمريبة التي يتم تداولها منذ أمس حول مبالغ كبيرة زادت على 200 مليون أوقية يُتهَم بعض السياسيين والإعلاميين وهيئات المجتمع المدني بأنهم تسلموها من ولد بوعماتو ومعاونه الأول محمد ولد الدباغ مقابل خدمات تتمثل في نشاطات مناوئة للنظام يقوم بها المستفيدون من ذلك المال.

ويعيد هذا الأمر أيضا إلى الأذهان إشكالية تعاطي زعماء ووسطاء الرأي  (leaders et relais d’opinion) مع مصادر التمويل لنشاطاتهم. وهنا يجب على الدولة - كما طالبنا بذلك سابقا - سن قوانين ونظم واضحة ودقيقة في هذا المجال.. وأن يتم توفير الآليات الكفيلة بضمان تنفيذها على أحسن وجه.

كما ينبغي على المعنيين انفسهم أن يُعِدوا ويقروا مواثيق شرف خاصة بكل فئة منهم ( السياسيين – النقابيين – العاملين في هيئات المجتمع المدني...) تحدد طرق تعاملهم مع المال بشكل يقيهم من أخطاء أو مخالفات تخل بشرف العمل الذي يزاولون علما أن نشاطاتهم لا تهدف للربح، ولا لكسب المال (un travail à but non lucratif )، أي أنه لا يقبل لأصحابها بأي حال من الأحوال الطمع في الحصول على المال مقابل ممارسة أي نشاط  مشبوه يرتبط بعملهم بوصفهم زعماء أو وسطاء رأي.

ومن جهة أخرى، فرغم أننا في موريتانيا المعلومة تنقصنا الأدلة الكافية لإثبات أو نفي صحة المبالغ والأسماء "المستفيدة" التي تم نشرها، فإنه من غير المجدي بالنسبة لنا حجب معلومة ذات طابع عمومي- ليس فقط لكونها تتعلق بالشأن العام فحسب- بل لأنه تم كذلك تداولها على نطاق واسع.. كما يدل على ذلك عدد وتنوع المواقع التي نشرتها.

فعلى سبيل المثال، يكفي لأي أحد أراد الاطلاع على تفاصيلها بأن ينقر على اسم أي من المواقع التالية :

البخاري محمد مؤمل

 

 

  

 

 

تصنيف: 

دخول المستخدم