ولد بوبكر يخطب أمام حلفائه: لغة خشبية أم تكتيك توافقي ؟

القى مرشح الرئاسيات السيد سيدي محمد ولد بوبكر- الذي يصفه بعض الناس ب "المعارض الجديد"، القى كلمة موجزة أمام بعض أحزاب المعارضة الداعمة له. وكان ذلك بعد توقيعه اتفاقا مع الأحزاب المعنية. ويلاحظ أن كلمته كانت عامة  جدا وفضفاضة: لم تتضمن أي شيء ملموس.. لا نقدا ولا اقتراحا. مما يطرح تساؤلات حول استراتيجية الخطاب السياسي لديه:

 هل هو تعمد "التعميم" وعدم إثارة المسائل الخلافية، والقضايا الملموسة والدقيقة التي قد تثير جدلا، كنهج استراتيجي أو تكتيكي يتبعه لتفادي الصراعات حتى يظهر بدوره كمرشح توافقي بامكانه منازلة ولد الغزواني- الذي تحسبه الأكثرية الساحقة من الناس بمثابة  "مرشح الإجماع الوطني" بلا منازع؟

 أم أنها لغة خشبية تعودها فقط؟

وهذا السؤال الأخير وارد غير ان التفسير الأول لا يستبعد هو الآخر،علما أن ولد بوبكر يحاول محاكاة ولد الغزواني ما استطاع لذلك سبيلا.

(افرأ: ولد بوبكر يعلن ترشحه.. وسيحاول محاكاة ولد الغزواني : الإشكالية والبيان الأول.")

 ومن جهة أخرى، فإنه يُخشى على ولد ببكر أن يصبح بموجب الاتفاق المذكور الذي وقعه مع أحلافه الجدد رهينا لهم لا يتمتع بحرية التصرف. لكن هذا النوع من الاكراهات المقيد لحرية الرأي والتصرف قد لا يؤرقه كثيرا، علما أن الرجل لم تعرف له في الماضي مواقف معارضة ولامثيرة للخلاف مع أي طرف كان، بل ظل حتى تقاعده رجلا مسالما يرضى بالعمل كموظف منضبط يخدم تحت ظل النظام السياسي الحاكم ويسخر له طاقاته.

(اقرأ: "محام وكاتب موريتاني: سيدي محمد ولد بوبكر لم يعترض في حياته إلا على إحالته إلى التقاعد...")

أما اليوم، وقد تغيرت وضعيته المهنية والسياسية وصار يتوذق طعم المعارضة، فكيف سيتصرف في حالات صراعات داخل حلفائه واصدقائه السياسيين؟ هل سينضم إلى طرف على حساب طرف؟

أم أنه سيبحث عن موقف تفاوقي؟ لكن في استحالة ذلك، ما العمل؟

والاحتمال وارد خاصة إذا كان الممول الرئيسي لحملته طرفا في الخلاف ولا يقبل مِن مَن يدفع لهم المال ويصرف عليهم سوى الوقوف إلى جانبه. ويقال أن ذلك الممول يطلب الكثير.. والكثير جدا.. من زبنائه السياسيين.. والله تعالى اعلم.

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

----------------------------

 النص الكامل لخطاب سيدي محمد ولد بوبكر   

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي رؤساء الأحزاب السياسية السادة الحضور إن هذا التوقيع الذي نقوم به اليوم، يترجم رغبتنا المشتركة في التغيير المدني السلمي والديمقراطي، الذي تحتاجه بلادنا أكثر من أي وقت مضى، كما يترجم طموحنا المشترك في النهوض بموريتانيا، والسير بها نحو الرقي والازدهار.

ولا شك أن مكانتكم السياسية البارزة، وتجربتكم النضالية المشهودة، وتعلق جماهير عريضة من الشعب الموريتاني الأبي بكم، وبمشروعكم التغييري، إذا تضافرت مع ما لدى شعبنا من رغبة في التغيير، وما لدي من استعداد، وخبرة أضعها تحت تصرف بلدي وشعبه، فإننا سنحقق النصر، وسنصنع المستقبل.

إخوتي الرؤساء إن اتفاقيتنا هذه تبرهن على أننا نضع وحدة الشعب الموريتاني، وحوزته الترابية، ونظامه الجمهوري التعددي والديمقراطي، وهويته الإسلامية الجامعة فوق كل اعتبار، كما تبرهن على أننا نضع رؤيتنا المشتركة لبناء موريتانيا راقية وحديثة ومزدهرة، تنعم بالإخاء، ويسودها الوئام، وتطبعها العدالة، في مقدمة أولوياتنا السياسية.

ولا يسعني هنا إلا أن أشكركم، وأشكر جماهيركم العريضة التي لمست اندفاعها العفوي الصادق نحو دعمي ودعم مشروعي التغييري، إيمانا منها بكم، وثقة منها في. معا نصنع النصر، ومعا نبني المستقبل. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تصنيف: 

دخول المستخدم