وإنْ جف نهر السنغال في ظرف جيلين أو ثلاثة، أو أقل...!

متدخل خطير في الجدل المناخي لا يخطر كثيرا على البال. لأن دوره مستور نوعا ما رغم كونه حاسما، نظرًا للعدد الكبير جدًا من الأشخاص الذين يجدون أنفسهم تحت رايته دون علم منهم في أكثر الحالات. إنهم اللامباليون بالمناخ.

ولا ينبغي لنا أن نقبل لأنفسنا بهذا هذا النوع من عدم المسؤولية وما ينجم عنه من مخاطر.  بل على العكس، يجب أن نحرص على أمننا البيئي، وخاصة فيما يتعلق بالاحتباس الحراري: أسبابه، عواقبه، ما يستدعيه من مسلكيات...

علينا أن نعي الأمر ونتعاطى معه بجدية: في طريقة تفكيرنا وفي حياتنا اليومية. ذلكم هو ثمن سعادتنا وثمن مستقبل أبنائنا وابنائهم.

فالقضية قضية وجودية بالنسبة لنا كما يُستوحَى من التساؤلات المطروحة حول مستقبل النهر الوحيد الذي يروي البلاد (الصورة).

فالدراسة التي صدرت عنها المعطيات الواردة في الرسم البياني تعود إلى عام 2014، وهي تشير إلى  انخفاض منسوب النهر بالنصف خلال 63 سنة، أي: من 1200م3/ث عام 1950 إلى 600م3/ث عام 2013. بينما تتوالى منذ ذلك التاريخ أزمات الجفاف الشديدة متسارعة وتطول مدتها سنة بعد أخرى. في حين يزداد بقوة الضغط الديمغرافي على منبع النهر وروافده. بمعنى أنه من الوارد أن تكون وتيرة انخفاض منسوبه قد ارتفعت بعد ذلك.

مما يطرح تساؤلات خطيرة حول مصير النهر: كيف سيكون بعد خمسين أو ستين سنة؟ هل سيجف أم ماذا؟ وكيف ينبغي أن نتصرف لاستباق الأحداث البيئية الخطيرة التي تلوح في الأفق؟

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم