1. لا يغلق رئس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي، تساحي هنغبي، الباب أمام المفاوضات مع حماس حول الأسرى. بل على العكس لا ينفي وجود مفاوضات قائمة حول الموضوع كما توقعنا سابقا ( أنظر: "طوفان الأقصى: الثمرة الأولى"). وإشارته المقتضبة، حول ما يصدر عن قطر من "مساعي كنموذج" حول الموضوع، توحي بذلك.
2. لماذا لم يستعمل كلمة "الرهائن" التي يستخدمها حلفاء اسرائيل، وعلى رأسهم على الساحة الإعلامية السلطات الفرنسية وصحافتها، بل نراه يتكلم عن "المفقودين والأسرى"؟ ربما الارتباك انساه كلمة "رهائن" وطابعها الدعائي المُدين والمشوه لصورة الخصم. كما يبدو واضحا أيضا أنه لا يعرف : مَن المفقود ومَن الأسير؟ وهذا يعني أن القتلى الأسرائيليين الذين تم العثور عليهم لم يتم حتى الآن التعرف على هوياتهم جميعا. مما يزيد من محنة أهاليهم ومن عدم ثقتهم في دولتهم.
3. يقول بأنهم يريدون القضاء على حماس، وقالها من قبله نتنياهو مؤكدا على عزم إسرائيل القضاء عليها "بصورة مطلقة"، حسب عبارة هذا الأخير. ثم يشرح تساحي هنغبي ويكرر بأنهم يريدون القضاء على قوتها. فيه فرق بين الهدفين : القضاء على حماس غاية دقيقة بينما القضاء على قوتها مفهوم "مطاطي" يثير الشكوك والجدل حول مدى قابليته للتقييم نظرا لعدم دقة المعايير المحددة للقوة وللقضاء عليها.
4. بالرغم من الروح الإنتقامية السائدة لدى الاسرائيليين في معظمهم والصهاينة، فإن هذه "المطاطية" قد لا تخلو من حذر لدى رئيس مجلس الأمن القومي؛ حذر لا يتبناه رئيس الوزراء الاسرائيلي، حيث يجد نتنياهو في اللغة الراديكالية والحرب الشاملة على غزة دوافع ومصالح شخصية يبتغي من ورائها تحويل الأنظار عن الملفات القضائية التى تلاحقه.
5. حذر تساحي هنغبي ليس وليد الصدفة: يعترف بأنه أخطأ سابقا عندما قال بأن حماس عاجزة عن الأضرار باسرائيل خلال سنوات طويلة. ولا نستغرب أن يقول يوما ما، أو يقول من يتبنون الخطاب الأصولي من الصهاينة: "أخطأنا عندما أعلنا بأننا سنقضي على حماس".
عقيد (متقاعد) البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: