طوفان الأقصى: الثمرة الأولى

ينتشر خبر مفاده أن إسرائيل أبلغت 97 أسرة اسرائيلية باسماء ابنائها العسكريين المختطفين من طرف حماس. وهذا الخبر نشرته الوسائل الإعلامية الدولية على نطاق واسع، ونسبته إلى الناطق العسكري الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي. ويدفع بنا إلى التأملات والتساؤلات التالية:
1.طبيعة المصدر توحي بصحة الخبر؛
2. اطلاع إسرائيل بمعرفة اسماء الاسراء يعني أنها حصلت عليهم عبر قنوات على اتصال بحركة حماس. مما يشي بأن مفاوضات سرية غير مباشرة تجري بين الطرفين؛
3.حصول إسرائيل على أسماء رهائنها له مقابل من المفروض أنها دفعته إلى حماس. ويمكن اعتباره بمثابة الثمرة الأولى لعملية "طوفان الأقصى" التي يجنيها الطرف الفسطيني؛
4. بالاضافة إلى الهدف المعلن، فإن التشدد في الخطاب الذي تتبناه إسرائيل، هو والقصف والتدمير، عوامل ترجو من ورائها التغطية على المفاوضات مع عدوها وما يترتب على ذلك من مناورات سياسية ودبلوماسية، في حالة استحالة أو تعثر الهدف الاسترتيجي المعلن القاضي ب"القضاءالمطلق" على حماس.
5.القضاء على حماس والمقاومة المسلحة الفلسطينية هدف يبدو بعيد المنال حسب ما يستشف من الطوفان العسكري الاخير الذي شنه الفلسطينيوه والذي بلغ نجاحه حدا اذهل العالم باسره وفاجأ مخططوه ومنفذوه. مما يطرح سؤالا : ما هو سر هذا النجاح؟ هل يكمن في قوة عزيمة المقاومة الفلسطية وقدرتها على رفع رأسها من جديد (capacité de résilience) بفضل خبرتها الميدانية الثرية، أم في عوامل ضعف خفية بدأت تنخر الكيان الاسرائيلي؟ أم في تلاقي جميع هذه العناصر معا؟.

عقيد (متقاعد) البخاري محمد مؤمل اليعقوبي

تصنيف: 

دخول المستخدم