معارضة موريتانيا ..من تعارض؟!

أغلب الناس  يعرف الدور الدستوري والسياسي والأخلاقي المسنود إلى المعارضة القانونية في أي بلد من بلدان العالم، وهو مراقبة أداء الحكومة والاعتراض على ما تعتقد هذه المعارضة أنه يضر أولا ينفع الوطن والمواطن والمساهمة في إثراء القوانين والتشريعات الداعمة لذلك والسعي إلى إقناع الناخب بتوصيلها إلى السلطة، بالإضافة إلى الدور التقليدي الذي تضطلع به ككل المنظمات من تحسيس وتوعية و تأطير حول المسؤولية المتبادلة بين الوطن المواطن بغية الابتعاد عن ما يهدد وحدة وقوة وكيان ومستقبل الأمة وكذلك ربطه بالمؤسسات وإبعاده عن الشخصنة والارتباط بالأفراد ؛ إذ المعول عليه في التوعية وتغيير العقليات إنما هو البرامج الهادفة والواعية والصادقة.

إلا أن أغلب منظري المعارضة في موريتانيا ينزلقون دائما في استراتجيات وبرامج لا علاقة لها بكل ذلك بل يطبعها ضيق الأفق والآنية في الخطاب : يوم في "رصاصة اطويلة"! ويوم في "تسجيلات أكرا"! ويوم في "حماية المخدرات"! ويوم في "بيع الحمير"! ويوم في "التربح من المازوت" ....!, وحضور مواجهة الرئيس بدل أفكاره وبرامجه وإنجازاته الباقية لكل الموريتانيين والمملوكة لكل الشعب وكل الأجيال القادمة، أم أن هؤلاء تعودوا على الحظوة في الظلام و"معارضة المغازلة"..نعارض من أجل أن "يعيط" لنا وما المراد من ذلك ؟! امتيازات شخصية واستقواء على بعض الخصوم كرست قصر نظر وخواء في البرامج، فأحسن هؤلاء يأخذ على الدولة عدم مشاركة الموالين له من رجال أعمال في الصفقات كما قال أحد منظريهم ذات مرة !! وفي نفس الوقت يلعبون إعلاميا دور المعارضة.

 أما وقد كسر لهم محمد ولد عبد العزيز تلك اللعبة فقد وجدوا أنفسهم في وضع لا يحسد صاحبه حيث لا تجانس بينهم وعامة الشعب لأن ميدان اهتمامهم وتكوينهم السياسي حول قصر الرئاسة لا يستطيعون الابتعاد عنه لقطف "ما لذ وطاب " من ما يجود به هذا الحاكم أو ذاك أو هذه الدولة أو تلك لتحسين الوضع المعاشي الشخصي وترك قرانا وأريافنا على كاهل الدولة لوحدها، فتمويلاتهم الداخلية والخارجية لأسرهم فقط وما يرشح لمن يوالونهم من الفقراء.. فلا بد والحالة هذه من "اكتشاف" آليات جديدة لحفظ ماء الوجه أمام هذه الثورة الاقتصادية والاجتماعية التي لا مكان فيها للمتاجرين بالمواقف والمساومين على استقرار وأمن بلدهم والمراهنين على تعليمات من خارج الحدود من هذه المرجعية أو تلك أو من هذا الممول أو ذاك !!.

فبم نسمي معارضة تعترض على انتشار وتحديث البنية التحتية لبلدها ("رئيس كدروهات")؟! فالشوارع المجهزة وتحديث الأرصفة والعمارات والمباني السيادية وتطوير البنية الصحية للبلد ووضع الشباب في المكان اللائق به وحل مشاكل الأحياء العشوائية وتقوية الجيش وصد ودحر الإرهاب وتوفير المواد الأساسية للضعفاء بأسعار تناسبهم في كل شبر من الوطن وترأس موريتانيا لهيآت ومنظمات دولية وبناء مطار فريد في المنطقة وتربع موريتانيا على عرش حرية الصحافة في الوطن العربي وبناء مصنع للألبان الموريتانية وسقاية الناس من آفطوط الشرقي و طرد الكيان الصهيوني من بلاد شنقيط وتبجيل العلماء وإنشاء إذاعة وتلفزيون المحظرة وطبع المصحف الشنقيطي ... كل ذلك لا يهم هذه المعارضة وتعارضه. فما الذي يهمها؟!!! وهل تحولت بفعل تغير الأحداث والوقائع إلى معارضة للوطن ومصلحة المواطن بدل معارضة الحكومة وأفكارها وخططها ؟؟!!

سيداتي ولد سيد الخير

Sidattysidelkhair@yahoo.fr

تصنيف: 

دخول المستخدم