حين يعجز الخصم السياسي عن مجاراة التطورات السياسية الجارية في بلده ويختار المنفى تستطيع ردة فعله أن تدفعه إلى التحالف مع الشيطان ضد السلطة الحاكمة في بلده وضد مصالح الشعب الذي ينتمي إليه وصنع منه ثروته. وحين يعجز بلد ما عن وضع اليد على قرارات بلد آخر وإخضاعه لسياساته ومصالحه يلجأ إلى محاولات النيل من استقراره من خلال اختلاق مبررات ومسوغات لزعزعة استقراره هذا تماما هو ما حدث لكل من المغرب ورجل الأعمال محمد ولد بوعماتو . الطرفان لم يكتفيا بمساعيهما ووسائلهما المحدودة للنيل من موريتانيا إعلاميا وسياسيا وتشويه صورتها وإنما تمت الاستعانة بمراكز وهمية لا تأثير لها ولا أثر لها ولا وزن لها تدعي أنها لتحليل السياسات الأمنية علها تسهم في حملة زعزعة استقرار موريتانيا.
لقد طالعنا مركز ستارفور Stratfor بتحليل مفبرك يظهر بجلاء ضلوع "موريتانيين" فيه أبرزهم محمد ولد بوعماتو وأعل ولد محمد فال بالإضافة إلى الدولة "المخزنية" المغربية وعملاء استخباراتها المعروفين بمنطقة الساحل وخصوم موريتانيا اليائسين من أمثال المصطفى ولد الإمام الشافعي وحزب تواصل. " معطيات التقرير" هي ذاتها التحليل المدمر الذي يردده أعل ولد محمد فال منذ أن صفعه الموريتانيون بنسبة ثلاثة بالمائة من أصواتهم . وهو نفسه التحليل والموفق الذي يسر به ولد بوعماتو لزواره في منفاه الاختياري بمراكش جنوب المغرب . ولمن لا يعرف أعل ولد محمد فال فهو عقيد سابق ومدير أمن شرطة فاسدة عملت تحت إمرته طيلة ثلاثة عقود ويعرف في بلده ب " أعل كوم" Elycom في إشارة إلى فساده الواضح وانتزاعه عنوة لحصة في رأسمال شركة " شنقيتل" السودانية حين كان رئيسا انتقاليا للبلاد بين عامي 2005 و 2007 عندما استغل النفوذ استغلالا بشعا للحصول على مزايا مادية كبيرة . أما ولد بوعماتو فهو رجل أعمال متعطش لجمع الثروة بطرق مشبوهة تلاحقه تهم خطيرة لم تخضع للتحقيق منها تجارة الكوكايين وغسيل الأموال والتهريب والثراء غير المشروع .
وتنفيذا لمرحلة متقدمة من مخططهم الشيطاني، استغل هؤلاء الفاشلون مركزا لعميل المخابرات الإسرائيلية و "وكيلها الحصري" في إفريقيا ستيفن راكووسكي Stephen Rakowski لبث سمومهم وافتراءاتهم بعد أشهر من نشر تقرير آخر يسيء إلى موريتانيا ويقدم مغالطات لا تمت الى الواقع بصلة .
المركز وهو " مركز العلاقات العامة الإسرائيلي" العامل في مدينة الدار البيضاء المغربية عاد مجددا إلى "تقاريره" المفبركة لتحضير النفوس لمخطط خبيث يهدف إلى زعزعة استقرار موريتانيا معتمدا على الأكاذيب والشائعات والمغالطات. هذا ليس بغريب على مركز يقوده الصهاينة ويتحكم فيه جهاز الموساد ويوجهه رجل أعمال اسمه محمد ولد بوعماتو نهب ثروات وقوت الشعب الموريتاني لعقود قبل أن يصطدم بواقع موريتانيا الجديدة التي لا مكان فيها للنهب واختلاس قوت الشعب وترعاه " سلطة" اسمها " المخزن" المغربي لا تعترف باستقلال الدول وبسيادتها تصادر إرادة وحرية الشعب المغربي الشقيق.
لا شك أن التقرير الذي نشره المركز الإسرائيلي المغربي بمشاركة نشطة من ولد بوعماتو وولد الشافعي وأعل ولد محمد فال هو دليل آخر على يأس هؤلاء الخمسة الأشرار من المساس بموريتانيا أو السيطرة على قرارها أو ثروتها أو توجيه سياساتها وتليين أو تحريف مواقفها إزاء القضايا الوطنية والإقليمية والدولية مستغلين استياء وتذمر الدولة الصهيونية إزاء الحكومة الموريتانية ردا على قطعها لعلاقات لقيطة مع اسرائيل.
لقد حاول الإخوة " إسرائيل والمغرب وبوعماتو وأعل " ويدهم المرتعشة في الساحل الإفريقي عراب الحركات الإرهابية في الساحل الإفريقي المدعو المصطفى ولد الإمام الشافعي المهزوز بعد الإطاحة بحليفه ورئيسه الدكتاتور السفاح بليز كومباوري Blaise Compaore قاتل الرئيس الثوري توماس سانكارا Thomas Sankaraحاول هؤلاء يائسين من خلال هذا " التقرير" الذي أعده لهم الكاتب و " الباحث" الإسرائيلي الذي يعيش في المغرب كثير الأسفار إلى إفريقيا للبحث عن موطأ قدم لدولة بني صهيون في إفريقيا التشويش على استقرار بلدنا وتهيئة النفوس لمخطط لزعزعة استقرار البلاد هم أبطاله ومحركوه ورعاته. هذا " التقرير" المفبرك والمعتمد على معلومات مغلوطة ومزيفة هو الدليل المادي على وجود هذا المخطط.
وهنا في موريتانيا يبقى حزب تواصل وأذرعه الإعلامية المعروفة من خلال علاقة نسجها ولد الشافعي بين تواصل وولد بوعماتو وأعل ولد محمد فال الحلقة المتكاملة داخليا لهذا المخطط الجهنمي الذي سيتحطم على صخرة وحدة الشعب الموريتاني وصلابة عوده وتماسكه دفاعا عن استقرار بلد اسمه موريتانيا بلد مستقل كامل السيادة لا مكان فيه للمخربين وللمتربصين بأمنه وسكينته.
عبده ولد أحمد
تصنيف: