نشاهد الآن إقبالا كبيرا غير مسبوق على أول مرشح للرئاسيات الموريتانية المقبلة فور تأكيد اسمه منذ أيام قليلة. والمتسابقون في سوادهم الأعظم صادقون في نواياهم ..مخلصون في قولهم وفعلهم.. مقتنعون بكون الرجل جديرا حقا بولاء الناخب الموريتاني وثقته : ولد الغزواني معروف بخطه التوافقي وقدراته الفائقة على الإصغاء و دوره الفعال في رسم وإتباع ومواصلة رؤية استراتيجية تضمن استقرار البلد ونمائه. لكن هذا السباق المحموم لا يخلو من حسابات تكتيكية يجريها المتهافتون السياسيون المولعون بالتصرف حسب ما يمليه تصورهم لميزان القوى الظرفي.
ومن الأسئلة التي تثار في هذا السياق موقف حاملي راية الإسلام السياسي ومستثمريه بشكل عام و"الإخوان المسلمون" بصفة خاصة علما أن جميل منصور قد بادر - وكأنه الرئيس الفعلي لحزب تواصل - إلى اعلان تحفظه باسلوب مناور يضفي كثيرا من الغموض على موقفهم.. باعتبار أنه هو وقومه من أشد السياسيين تتبعا لميزان القوى السياسي لدرجة أنهم أحيانا يبطلون عمدا صلاتهم وخشوعهم لله عز وجل عملا بهذا المنطق حسب ما ذكره أحد قادتهم البارزين في موريتانيا.
وكذلك فإننا قريبو عهد بمواقف متناقضة أخرى اتخذتها زعاماتهم الروحية المميزة.. مبنية على حساب ميزان القوى. وسبق لنا أن فصلناها تفصيلا في ورقة قد تكون مثيرة للجدل. (انظر: " من الإسلام السياسي : تطور غريب في علاقة الشيخ القرضاوي بزعيم دولة مسلمة كان يعانقه ويتردد عليه (فيديو)"
االبخاري محمد مؤمل
تصنيف:
