ترشح غزواني للرئاسيات: جميل منصور يحاول مناورة مزدوجة صعبة

قد يبدو السؤال في ظاهره عاما وربما مهما. لكن "العجول مضغته"-كما يقول المثل الحساني- وأثره  على الناس محدود جدا ومحصور في فضاء ضيق. ورغم ذلك، فإن جميل منصور وآخرين معه يجعلون منه مطية يركبونها؛ وإعادة الرئيس السابق لحزب تواصل لطرحه منذ ساعات تعتبر ردة فعل متذبذبة على التطورات السياسية الأخيرة المتمثلة في اعلان وتأكيد اسم مرشح الرئاسيات الذي يدعمه الرئيس ولد عبد عزيز وقوى الموالاة.

ولا شك أن المعارضين محقون في تخوفهم وفي ارتباكهم حينما يشيرون بصورة مباشرة أوغير مباشرة إلى حيرتهم فيما يعني التعامل مع الجنرال محمد ولد الغزواني. فهو خصم رزين، هادئ، لدود.. من الصعب عليهم مواجهته. والسبب بسيط : لقد انعم الله عل هذا الرجل بخُلق حميد وحسن معاشرة..  وقوة فائقة على الإصغاء.. ومؤهلات سلوكية  توافقية...  ليس من اليسير على الخصم مقابلتها. هذا بالإضافة طبعا إلى محيط أسري غني بعمقه الروحي وبعلاقاته الواسعة داخل الوطن وخارجه.. وتنضاف لنقاط القوة هذه -التي يتحلى بها مرشح الموالاة- الطاقات السياسية الهائلة الداعمة له التي يوفرها انصار الرئيس الحالي بقيادة ولد عبد العزيز نفسه رفيق دربه المخلص والفاعل السياسي الجريئ والفعال.. المجرب صاحب الرؤية الثاقبة. 

وكردة فعل أولية على هذا التطور الذي لم يكن مرغوب فيه من طرف المعارضة المتشددة رغم كونه مرتقب، فإن جميل منصور بدأ بمناورة التفافية مثيرة للاهتمام، ذات مغزيين سياسيين رئيسيين:

 الهدف الأول منها داخلي وشخصي. يقوم على تكريس وتعزيز الدور الريادي لجميل منصور داخل حزب تواصل وأنصاره. فالمغزى من تدوينته السريعة  يوحي بأنه هو الزعيم الحقيقي للتنظيم حتى وإن كان السيد محمد محمود ولد سيدي هو رئيس الحزب قانونيا.

أما المغزي الثاني وهو الأصعب، فإن جميل منصور يبحث عن مخرج سياسي يحاول من ورائه مسايرة الأوضاع بطريقة تقيه من مواجهة تصادمية مفتوحة مع ولد الغزواني وأنصاره الكثيرين حتى في صفوف من يعتقد جميل وقومه أنهم محسوبون على الإخوان.  وهذا ما يفسر كون ما صدر عنه لا يدل على صده الأبواب أمام مناورات مستقبلية قد لا تخلو من منطقي "النطح" و"النصح" حسب قاموس التواصليين والحسابات التتكتيكية التي يجرونها  تبعا للظروف ولحساباتهم المتغيرة لميزان القوة بين مكونات المشهد السياسي المختلفة : داخل حلفائهم ومع معارضيهم.

وهكذا كتب جميل حول ما اسماه " مشكلة الجيش والسياسة".. سائلا ومجيبا في آن واحد.. حيث حذر مِن مَن سمَّاهما "مدني حالم وعسكري حاكم".  ويلاحظ انه تفادى ذكر ولد الغزواني بالاسم.. وكذلك الانتخابات الرئاسية.

ويستشف من هذا كله نوع من الإرتباك السياسي أوالحيرة نحن نتساءل كيف سيعالجه جميل منصور لاحقا.. علما أنه وعد ضمنيا بذلك في ختام  تدوينته:  (انظر الصورة التالية).

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

 

تصنيف: 

دخول المستخدم