انتبهوا : أعلامنا يرحلون الواحد تلوالآخر!!

موريتانيا أرض المليون شاعر لكنها و لله الحمد أرض المليون حافظ للقرآن الكريم والمليون فقيه وكاتب ومفكر، إلخ...
والنخب الموريتانية، حتي ولو كانت علمية، فهي من أوسع أهل الدنيا إطلاعا و ثقافة وإلماما بتاريخ وحاضر البشرية، إلا أن الدولة منذ الأستقلال وحتي الآن لم تمنح، النوابغ منها، عناية تذكر للتعريف بهم وحثهم علي الإنتاج والعطاء قصد الاستفادة من اشعاعهم العلمي و الفكري والروحي.
غادرنا الكثير منهم (رحمة الله عليهم) دون أن نعرف عنهم شيئا رغم حبنا الجم للمسائل الثمينة والمعادن النفيسة!!
غادرونا و كأنهم أشخاص بسطاء: أوراقهم متبعثرة ... كتبهم ما زالت مخطوطات يحفها الضياع، لم تصحح ولم تطبع... أسرهم فقيرة... الخ و الله المستعان...
في هذا السياق و ضمن الظروف نفسها، فقدنا شخصيات مرموقة خلال السنوات المنصرمة تماما مثلما نودع كل مرة أحد أبنائنا الأعزاء السائقين أو المنمين أو التجار الصغار.
نعم، فارقنا في الفترة الأخيرة جهابذة قل لهم مثيل، ذاع صيتهم خارج حدود البلاد وساهموا في التعريف بها وجلب المنافع لها، نذكر من بينهم علي سبيل المثال:
ـ العلامة الموسوعي محمد ولد مولود ولد داداه (المتمكن من لغات العصر) 
ـ الإمام بداه ولد البصيري
ـ العالم الرباني أبو المعالي ولد سيداحمد
ـ العلامة الفذ، مفخرة شنقيط محمد سالم ولد عبد الودود
ـ الرياضي والفيزيائي العالمي الموهوب يحيي ولد حامدن
ـ المثقف والمفكر المتمكن، رمزالأخلاق والشجاعة، رائد الصحافة والكتاب والأدب أحمد بابا ولد أحمد مسكة (الذي لم تصدر من فيه عبارة سوء أوإساءة طيلة حياته).
لكننا نجد العزاء والتشجيع في بقاء جماعة من "العيار الثقيل" بين ظهراننا، أطال الله عمرهم و نفع السلمين بعلمهم، نذكر من بينهم علي سبيل المثال:
ـ العلامة محمد المختار ولد أباه
ـ العالم الجليل محمد الحسن ولد أحمد الخديم، مؤلف عشرات المصنفات في موضوعات مختلفة.
ـ المفكر والدبلوماسي العتيق الأستاذ يحظيه ولد سيداحمد.
ـ المفكرالإسلامي والإجتماعي حمدا ولد التاه.
ـ الدكتور والباحث في العلوم الإنسانية عبد الودود ولد الشيخ ولد أحمد محمود
ـ لمرابط محمد ولد أحمد مسكة، رافض الشهرة، الذي تزيد مؤلفاته علي الخمسين في النوازل والعقيدة... إلخ...
علينا جميعا ان ننتبه قبل فوات الأوان لقيمة هؤلاء وغيرهم من حملة العلم والثقافة، جوهرعزتنا و سر بقائنا و تميزنا، خاصة في عصر ضعفت فيه إرادة تحصيل المعارف ونجح الشيطان في إغواء الناس لصرفهم إلي الشهوات، فأصبحت الجامعات والمدارس العليا تخرج أشباه الأميين، ولم تمدد سن التقاعد (ليؤطر السلف الخلف)، فاختلط الحابل بالنابل، و فقد التميزوضاعت المردودية!!
أمام هذا المشهد والواقع المخيف،أعتقد جازما أن رئيس الجمهورية،القائد الشهم الملهم، السيد محمد ولد عبد العزيز، سيتخذ التدابير اللازمة لدعم العلماء المؤلفين والمفكرين ونشر إنتاجهم حفاظا علي مكانة البلاد في وسطها العربي ـ الإسلامي وعلي المستوي العالمي (علي غرارالمجهود القيمي الذي بذله نشرا للعلوم الإسلامية و حفاظا علي تراث الأمة وعناية بالأئمة والمساجد وشيوخ المحاظر)، مع تأهيل التعليم وضمان استمرار أداء حسن لقطاعات الدولة والمرافق العمومية والخصوصية.

إميه ولد أحمد مسكة

 

تصنيف: 

دخول المستخدم