هل القوات الفرنسية ـ التي ترابض في مالي منذ تدخلها العسكري ضد المجموعات الجهادية في يناير سنة 2013 تحت اسم عملية سيرفال ـ لم يعد ينظر إليها بغين الرضى ولا بمشاعر الدعم الذينتلقاها بهما السكان المحليون؟ الدلائل تشير فعلا اليوم إلى أن الخطر قائم فيما يتعلق بتغير طرأ أو قد يطرأ على سلوك الساكنة المطمئن تجاه القوات الفرنسية وحتى القوات الدولية الأخرى.
عند وصولها استقبلت تلك القوات بفرح شديد من طرف المواطنين الذين رأوا فيها منقذا من البأساء و الضراء التي لحقت بهم بسبب المجموعات الإرهابية كما يشير إلى ذلك الحشد الجماهيري الكبير والعفوي الذي استقبل به الرئيس الفرنسي هولاند آنذاك في مالي ( الصورة التالية).
غير أن قراءة متأنية في أحداث كيدال الأخيرة التي وقعت اليوم تنذر بالخطر : ربما تكون الأحداث الدامية الراهنة في طريقها لتعصف بالصورة الإيجابية السابقة التي تولدت لدى الماليين عن الفرنسيين وعن القوات الاجنبية فور وصولهم في البداية إلى مالي.
الاحداث كما روتها صحراء ميديا :
"قتل شخصان، وجرح ثلاثة وصفت جروحهم بالخطيرة، اليوم الاثنين بمدينة كيدال شمالي مالي، فى احتجاجات نظمها العشرات من سكان المدينة على ما وصفوها باعتقالات تعسفية تنفذها القوات الفرنسية.
مراسل صحراء ميديا فى المنطقة أكد أن المظاهرات بدأت سلمية، قبل أن تجنح إلى العنف وتهاجم مطار كيدال الخاص بالقوات الأممية " مينسما"، وقوة برخان الفرنسية.
المتظاهرون سيطروا علی المطار، بعد تراجع القوات الفرنسية لتلة قريبة من المطار، واحرقوا خزان البنزين، قبل أن ترد القوات بإطلاق النار على كل من حاول الاقتراب من مواقعها.
وكان عشرات من سكان المدينة ذاتها قد احتجوا السبت الماضي على اعتقال الجيش الفرنسي لثلاثة شبان بمنزلهم فى المدينة".
تصنيف: