اعلنت عدة أحزاب موريتانية ـ منها ما هو معارض ومنها هو مؤيد للنظام ـ مواقفها المنددة بشدة للتفجيرات الأخيرة التي وقعت في السعودية؛ من بينها خمسة تسلمت موريتانيا المعلومة نسخا من بياناتها، هي : الاتحاد من أجل الجمهورية ـ تواصل ـ تكتل القوى الديمقبراطيةـ اتحاد قوى التقدم ـ اللقاء الديمقراطي
, ورغم أن كلا من هذه البيانات قد حرر باسم الحزب الذي وقعه إلا أنها على العموم كان لها نفس الفحوى مع بعض الاستثناءات التي قد تكون لها دلالات خاصة. من أبرزها أسلوب اتبعه حزب تواصل في التعبير عن موقفه حيث اعتمد مقاربة أكثر شمولية من الآخرين بشأن سرده للأحداث. فبينما لم تذكر الأحزاب الأخرى سوى تفجيرات السعودية الأخيرة خاصة التفجير الذي وقع في حرم المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، فإن تواصل عدد احداثا متفرقة وقعت مؤخرا في تركيا وفي العراق بالإضافة طبعا إلي تفجيرات السعودية قائلا عنها في بيانه :
" بعد التفجيرات و الأعمال الإرهابية التي استهدفت عديد المناطق كان من أبرزها الاعتداء الآثم على مطار اسطنبول، وجرائم الحشد الشعبي في الفلوجة، وتفجير الكرادة في بغداد وغيرها تأتي الهجمات الإرهابية في المملكة العربية السعودية والتي كان أخطرها وأكثرها إيذاء للمسلمين استهداف المسجد النبوي الشري".
ورغم توسيع تواصل للحيز الجغرافي للإرهاب وادماجه فيه لما سماه "الحشد الشيعي"، يلاحظ عدم ذكره لما يجري في سوريا وفي اليمن من جرائم إرهابية بغض النظر عن الطائفة الدينية التي ينتمي إليها مرتكبوها او ضحاياها.
كما أنه لم يذكر الهجمات ألإرهابية الكثيرة التي تنفذ يوميا في مناطق إسلامية أخرى متفرقة في آسيا وفي إفريقيا : أفغانستان، بنغلادش، نيجيريا، الصومال، النيجر، مالي (الواقعة على حدود البلد)... الخ.
ورغم ذلك كله فإن تواصل هو الحزب الوحيد الذي لم يقتصر في تنديده للعمليات الإرهابية المعروفة على السعودية. هل هذا يدل على أن لديه رؤية اكثر شمولية مقارنة بالتشكيلات السياسية الموريتانية الأخرى فيما يعني التعاطي مع ظاهرة الإرهاب ومعالجتها ؟
قد تكون الإجابة "نعم" لولا أن بيان تواصل لم يتطرق للتعاون الدولي كسبيل لا غنى عنه من اجل محاربة الإرهاب خلافا لما خلص له حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الذي كتب في يبيانه :
أن حزبنا يطالب كل الشعوب والحكومات الإسلامية وكل الخيرين عبر العالم بالوقوف بكل قوة وحزم وتصميم لمحاربة ظاهرة الإرهاب البشع والمقيت وعزل ممارسيها والتصدي بقوة لنواياهم الشريرة".
ومن جهة أخرى امتاز أيضا الإتحاد من اجل الجمهورية عن الاحزاب الموريتانية الاخرى بكونه ذكر بالإسم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ودعمه له.
ونشير إلى أن أسلوب حزب الإتحاد من اجل الجمهورية هو نفس الخطاب الدي صار عليه بيان التندبد الذي اصدرته وزارة الخارجية والتعاون الموريتانية فور وقوع انفجارات السعودية الأخيرة التي تشغل الساحة الإعلامية لحد الآن.
البخاري محمد مؤمل
تصنيف:
