ليس من عادة الرئيس السابق لحزب تواصل أن يتدخل كثيرا في قضايا لا تهم حركته بشكل أو بآخر. غير أن محمد جميل منصور هذه المرة طرق باب الأزمة السياسية في السودان بطريقة غير معهودة. فمن الناحية الشكلية، تدخله جاء في شكل نص مقتضب مصور. ومن حيث المضمون أثنى بقوة على فاعل دبلوماسي وسياسي موريتاني لا يشترك معه في الرؤية الإيديولوجية والفلسفة السياسية إلا قليلا.
هل يفهم من هذه الخرجة الإعلامية غير المألوفة أن جميل منصور يحاول أن ينأى بنفسه عن المعايير الإيديولوجية التقليدية التي تخيم على فكر وتصرفات المنتمين لتيار الإخوان المسلمين؟ الأمر وارد إن نحن أخذنا في الحسبان أن الرجل دخل منذ فترة في صراعات وخلافات عميقة مع قيادة تواصل الحالية وأنصارها.
(انظر: "حرب طاحنة داخل تواصل: شهادات من داخل الحزب مثيرة للحيرة...!")
غير أنه من السابق لأوانه إصدار حكم قاطع في هذا الشأن.
الشيء الأكيد أن جميل لا يتصرف اعتباطيا، وخاصة عندما يدعم أو يزكي تصرفات شخصية موريتانية ذات ماض وتوجهات سياسية مخالفة لمسار الإخوان المسلمين وتوجهاتهم. وأيا كانت دوافعه او حساباته، فينبغي التنويه بكونه محقا: محمد الحسن ولد لبات حقق انجازا دبلوماسيا عظيما في السودان، جديرا بالإشادة.
(انظر: "عاجل : محمد الحسن ولد لبات بطل حلحلة الأزمة السودانية.. تُرى هل بلاده... ؟")
وقد تواتر جل المرقبينن، الوطنيين والدوليين، على ذكره.. وجميل منصور لم تفته الفرصة للالتحاق بالركب.
وخلافا لتدويناته السابقة، فإنه هذه المرة لم يثر جدلا. بل على العكس المدونون الذين ردوا عليه اجمعوا على أنه أصاب في تنويهه بالسيد محمد الحسن ولد لبات.. مبرزين ومككرين بدورهم أن هذا الأخير مثل موريتانيا احسن تمثيل، كما قال جميل.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: