زراعة الأعلاف: جدل محير بين الخبراء الموريتانيين ‼

زراعة الأعلاف:  جدل محير بين الخبراء الموريتانيين

بدأت موريتانيا بشكل مكثف نسبيا في ممارسة زراعة الأعلاف الخضراء في شرق وجنوب البلاد: في منطقة انبيكة لحواش وفي حوض نهر السنغال.

ورغم أن العملية ما زالت في بدايتها، فإن آراء الخبراء الموريتانيين متضاربة بشأن تقييمها.  كلهم متفقون نظريا على أهمية هذه التقنية للحد من اعتماد نظم الإنتاج الحيواني على الانتجاع الذي يشكل نسبة 90% في موريتانيا.  غير أنهم مختلفون حول جدوائية المشاريع التي بدأ تنفيذها.  

ففي تقرير حول الموضوع،  ذكرت وكالة الانباء الموريتانية (و م أ) أن المهندس محمد الأمين ولد حكي، المستشار الفني لوزيرة البيطرة المكلف بالاتصال، أكد أن منطقة حوض النهر ملائمة لزراعة الأعلاف الخضراء بفضل توفر المياه وخصوبة الأراضي.

وذكَّر  بالعديد من التجارب التي قيم بها في مجال زراعة أنماط من الأعلاف أثبتت جدوائيتها وتأقلمها مع الظروف المناخية في البلاد، مشيدا بالتجربة التي قيم بها في مقاطعة انبيكت لحواش بولاية الحوض الشرقي.

وقال إن المؤشرات الأولية مطمئنة ويتوقع تعميم هذا البرنامج على مئات الهكتارات لتزويد منطقة الحوض الشرقي باحتياجاتها من الأعلاف الخضراء، مواكبة لهذا المشروع الهام الذي كان-إلى حد قريب - حلما لساكنة المنطقة.

وحسب تقرير (و م أ) يرى الخبير المتقاعد في مجال البحث الزراعي ،السيد سي عالي، استشاري مستقل، أن العديد من أصناف الأعلاف تمت تجريبها في موريتانيا سواء تعلق الأمر بالقطاع المروي أو المطري وظلت بعض هذه الأصناف قائمة لحد الساعة لتكيفها مع المحيط الطبيعي "كالفاصوليا العلفية والفص والبانيكوم" وعينات أخرى قد يصل إنتاجها إلى 30 طنا في الهكتار.

وقال انه تم إدخال عينة جديدة حديثا من الزراعات العلفية تدعى"مالار فل فل" التي يمكن ان تنتج 300 طنا في الهكتار الواحد وتتميز بقدرتها في التأقلم مع الظروف المناخية المحلية.

وأكد على أهمية تكثيف الزراعات العلفية في بلد كموريتانيا التي تعتبر رعوية بامتياز ذلك لأن حل هذه المشكلة يؤدي إلى حل مشاكل تتعلق بحماية البيئة وبمكافحة التصحر وزحف الرمال كما يؤدي إلى تأمين إنتاج اللحوم الحمراء والألبان ومشتقاتها لما لهذه المواد من دور محوري في تأمين تغذية المواشي. 

وكان المهندس محمد الأمين ولد حكي قد أشار إلى أن ثمة تجارب عديدة قيم بها في مجال زراعة الأعلاف الخضراء على مستوى منطقة حوض نهر السنغال وفي مناطق الواحات من قبل بعض المصالح العمومية والخصوصية، مبرزا أن االسلطات العمومية  تعمل على تطوير هذه الزراعات خدمة لقطاع الثروة الحيوانية وبغية إدخال نظم للإنتاج الحيواني المكثف.

أما  المهندس الزراعي الهيبة ولد سيد الخير  المعروف بنشره القيم في موريتانيا المعلومة وفي وسائل إعلام خصوصية وطنية أخرى حول الزراعة والتنمية الحيوانية والبئة وتقنياتها،  فإنه لا يشاطر ولد حكي والسيد سي عالي تقييمهما الإيجابي والمتفائل لما قيم به. بل بالعكس تماما   ففي مقال نشره في موريتانيا المعلومة  تحت عنوان : " زراعة الأعلاف في انبيكت لحواش ...تهديد لأمننا المائي"، حاول ولد سيد الخير أن يدق ناقوس الخطر معتبرا أن هذا النوع من  التجارب مآله الفشل في أراضي صحراوية كموريتانيا وأن هذه التجارب قد تؤدي إلى كوارث بيئية خطيرة في البلد.

تصنيف: 

دخول المستخدم