في مقابلة صحفية مع موقع الأخبار (نواكشوط) أكد رئيس المرحلة الانتقالية الأسبق اعل ولد محمد فال ابن عم الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز رفيق دربه ويده اليمنى التي كانت العقل المدبر للانقلاب الذي أطاح بالرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع وسمح لاعل ولد محمد فال من رئاسة الدولة خلال الفترة الانتقالية، أكد رفضه لأي حوار مع النظام الحالي مكررا انتقاداته السابقة لابن عمه دون ذكره بالاسم كما هي عادته. وتتلخص رؤية اعل ولد محمد فال وموقفه من ابن عمه في قوله أن "الرجل قام بتمرد شخصي، واستمر فيه إلى الآن، وعليه أن يرحل 2019، فلماذا نتحاور معه حول قضية يفرضها الدستور والقوانين، وهو قال إنه سيحترمها".
أما رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية ـ أحمد ولد داداه ـ فإنه عُرف بمعارضته الدائمة للأنظمة التي تعاقبت على الحكم في موريتانيا باستثناء فترتين تتمايزان كثيرا من حيث مدتهما ومن حيث ارتباطه الشخصي بفاعليهما الرئيسيين:
- لم يعارض احمد ولد داداه طيلة حكم أخيه المختار ولد داداه للبلاد طيلة ما يقارب 20 سنة إن أخذنا في الحسبان أن سلطة المختار بدأت مع الحكم الذاتي سنة 1957 وانتهت بانقلاب عسكري عليه عام 1978 من دوافعه الرئيسية إدخاله البلد في حرب مدمرة وغير مبررة؛ أي حرب الصحراء التي ما زالت موريتانيا تتعثر بسبب عواقبها المتنوعة.
- وصف احمد ولد داداه الإطاحة بنظام سيدي ولد الشيخ عبد الله ب"حركة التصحيح"، ودعمها في الأيام الأولى؛ ثم تخلى فورا عنها وأعلن محاربته السياسية القوية لولد عبد العزيز ولنظامه لدرجة أنه كان ـ مثل اعل ولد محمد فال ـ من ابرز حاملي شعار "ارحل" خلال فترة انبثاق "الربيع العربي". ولما فشل الارحليون تمادى الرجل ومن تبقى معه في صفوف حزب التكتل في خطهم الرافض للتعامل مع النظام الحالي.
غير أن مفارقة تبدو الآن من خلال تصريحاته الأخيرة إن قارناها بموقف ولد محمد فال السابق الذكر والرافض لآي نوع من أشكال الحوار مع ابن عمه الرئيس الحالي. وخلافا لهذا الطرح الراديكالي في صيغه، فإن ولد داداه يتطلع إلى مرونة لغوية أكثر بروزا في الخطاب. لقد قال في تصريح صحفي ذكرته صحراء ميديا أن "حزبه سيدعم كل حوار جاد يمكن أن يخرج موريتانيا من أزمتها السياسية التي تتخبط فيها منذ سنوات" ؛ مضيفا أن لديه " ممهدات يعتبرها ضرورية قبل الدخول في أي حوار سياسي وفي حال وجود أي تجاوب أو عناية من النظام بهذه الممهدات فسيكون مستعدا للحوار".
تصنيف: