الولايات المتحدة دخلت المعركة منذ اللحظة الأولى في إيران بقوة بواسطة مفرزتها المتقدمة، العسكرية والسياسية، الموجودة على ساحة القتال الشرق-اوسطية منذ عقود كثيرة، والمعروفة تحت إسم " إسرائيل". لكننا لن نتفاجأ إن زجتْ بقوات إضافية في الساعات أو الأيام القليلة القابلة تحت الراية الأمريكية بصورة رسمية وعلنية، بغية اختزال مدة المعركة.
الاحتمال وارد تماما. لكنه لا يضمن إطلاقا تحكم "العم سام" في نهاية القتال وتداعيات الأزمات المنبثقة عنه والضارة به. فقد بينت التجارب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أن الولايات المتحدة لها قدرة فائقة على اطلاق الحروب واشعال الأزمات وعلى العجز عن توقيفها كما تشاء. فيتنام، الصومال، العراق، أفغانستان... من خير الشاهدين على ذلك.
وهذه الوقائع التاريخية وغيرها تشكل تراكمات يستشف منها اليوم، ومن التغيرات في الموازين الجيوسياسية العالمية المرافقة لها، أن جبروت أمريكا وغطرستها بلغا ذروتهما. وأنه ما بعد الأوج سوى الحضيض: لعلها بداية دخولها النفق المظلم الذي لا يُعرف كمْ طولُه ولا ماذا بعده.
عقيد (متقاعد) البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف:
