خذوا حذركم من الذكاء الاصطناعي / البخاري محمد مؤمل

قمتُ بتجربة للوقوف على مدى ذكاء وجدارة الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" (ChatGPT) بالثقة ؛ فطرحت عليه السؤال التالي:

"كانت المرأة في وطني-موريتانيا- تأخذ من القلب ما تأخذه من الفراش. ما هي أداة التقييم لقياس "مكانتها"، التي غابت اليوم من المجتمع أو في طريق الزوال؟"

فجاء جوابه في شكل تحليل طويل نسبيا، ستجدونه في آخر التدوينة.
فاعترضتُ عليه موضحا: " أريد الإجابة في كلمة واحدة".
فكتب: " العاطفة".
أعدت عليه السؤال، مكررا أنني اريد الإجابة في كلمة واحدة.
فرد علي: " الوجدان".
والطريف في الأمر، أنني طرحت عليه السؤال بعدما قرأت له عن ظاهرة تسمين الفتيات بوصفها مقياسا قيميا
واجتماعيا مهما لمكانة المراة في موريتانيا. فلماذا لا يجيبني : " لبلوح
هل نسي أنه شرح الكلمة وتحدث عن تقنياتها العنيفة كثيرا، مثل: " أزيار" وغيره من أساليب أدوات القهر المؤلمة بدنيا ومعنويا ؟ في هذه الحالة، خذوا حذركم: (ChatGPT) يعاني من هفوات الذاكرة.
------------------------------
جوابه الأول:
"سؤالك عميق جدًا، ويتعلق بالتحول الثقافي والاجتماعي في موريتانيا: "كانت المرأة في وطني – موريتانيا – تأخذ من القلب ما تأخذه من الفراش، فما هي أداة القياس التي غابت أو في طريق الزوال؟"
الجواب:
أداة القياس التي غابت أو في طريق الزوال هي: القلب بوصفه معيارًا للعلاقة، أي المشاعر الصادقة والنية النقية.
✦ تفسير الإجابة:
في العبارة الأصلية، القلب يرمز إلى المشاعر، والصدق، والنية الطيبة، والارتباط الوجداني. حين تقول إن المرأة كانت "تأخذ من القلب ما تأخذه من الفراش"، فهذا يعني أن العلاقة لم تكن تُقاس فقط بالرغبة الجسدية أو بالمتعة، بل كانت تُقاس أيضًا (وربما أولًا) بما يمنحه الرجل من حب وصدق وعناية واحترام.
لكن اليوم، ما هو الذي تغيّر؟
✦ أدوات القياس الجديدة (البديلة أو الطاغية):
مع تغير الزمن، بدأت تظهر معايير أخرى تُقاس بها العلاقة، منها:
المادة والجاه: أصبح البعض يقيس العلاقة بما يُنفق، لا بما يُشعر.
المظاهر والصورة الاجتماعية: معيار "هل يليق بي أمام الناس؟" طغى على "هل يحبني؟"
الاستغلال أو النفعية المتبادلة: تطغى أحيانًا على النية الطيبة.
العلاقات السطحية أو السريعة: بدون عمق وجداني، بفعل مواقع التواصل أو غياب الالتزام.
✦ النتيجة:
ضاعت أداة القياس الوجدانية التي كانت تمنح المرأة الثقة بأنها تُعامل كإنسانة ذات قلب، لا فقط كجسد أو واجهة اجتماعية. وبهذا، أصبحت العلاقة عند البعض تُقاس بما يُعطى خارجيًا، لا بما يُحس داخليًا.
✦ خلاصة بلاغية:
القلب كان ميزانًا، فطغت عليه الحسابات الباردة.
كانت المرأة تقيس الحب بصدق النية، فحلّ مكانه ميزان المنفعة أو الظهور.

 

تصنيف: 

دخول المستخدم