على ضوء المعطيات الوبائية الدولية المتوفرة، واعتبارا للتراجع الخطير في مستوى اليقظة الصحية لدى مواطنينا بصورة عامة، فإنني أخاف عليهم وعلى نفسي كثيرا من طفرة جديدة في وباء كورونا. موجة رابعة بدأت تنتشر الآن في أوروبا ويتوقع أن تكون اضرارها البشرية عالية جدا: ينتظر اكثر من 500000 قتيل من المصابين بكورونا، في "القارة العجوز"، في ظرف أسابيع أو اشهر قليلة.
أما في موريتانيا، فإن سلوكنا الجمعي والفردي ينذر بأننا معرضون بدورنا للخطر. وإن ظلت الأمور تسير على ما هي عليه الآن في مجتمعنا، من اهمال، ولا مبالاة، وبث الأوهام الكاذبة القائلة بنهاية كوفيد 19 - بينما الإصابات اليومية تعد بالعشرات عندنا... فإنني أخشى على بلدي وأهلي من انتشار غير مسبوق للمرض ومضاعفاته القاتلة والضارة.
وينبغي لنا، فرادى وجماعات، أن نتدارك الموقف وأن نعود بسرعة إلى التقيد بالإجراءات الوقائية: التباعد الاجتماعي، التلقيح، الكمامات... وألا ننتظر حتى تفرضها علينا الدولة، فقد وفرت جل المطلوب. وحينها أيضا يكون فات الأوان للحيلولة دون الوقوع في الخطر. وستكون الإجراءات المتخذة من طرف السلطات والاكراهات المنبثقة عنها ذات كلفة عالية: اقتصاديا، واجتماعيا، وماليا...
وليس لي من سبيل بعد إطلاق صفارة الإنذار هذه، سوى أن أكرر: حذار، حذار...
وأن أولِّي وجهي إلى الله عز وجل متضرعا: اللهم إنني اسألك دوام الصحة والعفو والعافية...
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: