كورونا: حول افتتاح المدارس بينما المعطيات لا تشير إلى تراجع الخطر الوبائي!

غدا ستستأنف الدراسة من جديد على جميع التراب الوطني وعلى جميع المستويات التعليمية بعد تعليقها في إطار ردة الفعل التي قامت بها السلطات العمومية لمواجهة الموجة الثانية من جائحة كورونا وانتشارها المخيف في البلد؛ وستجري العملية في ظروف صحية مثيرة للتساؤل وللحيرة؛ لأن انتشار الوباء لم يتراجع، بل إن الحصيلة التي صدرت هذا المساء عن وزارة الصحة تبين أن منحنيات العدوى ما زالت خارجة عن السيطرة.

منحنيات متذبذبة... ومستوى عال من الخطورة.

فمقارنة بيوم أمس، نلاحظ زيادة في الإصابات وفي نسبة الفحوص الموجبة، حيث ارتفعت الإصابات من 77 حالة أمس إلى 83 إصابة هذا اليوم؛ كما أن نسبة الفحوص الموجبة زادت هي الأخرى بما يقارب ثلاث نقاط: إذ ارتفعت من 7.74% إلى 10.45%. وكانت هذه المعطيات شهدت تراجعات متقطعة تخللتها ارتفاعات خلال الأيام السابقة.

 مما يعني أن مسار العدوى غير ثابت على حال. وتذبذبه بين المد والجزر لا يدعو إلى الطمأنينة، خاصة أن مستوى الخطر ظل مرتفعا منذ بداية الموجة الوبائية الثانية إلى الآن: قلَّما انخفض عدد الإصابات اليومية عن المائة بل كثيرا ما زاد عليها بنسبة عالية. ويزيد من مستوى الخطورة أن فصيلة جديدة من فيروس كوفيد 19 ظهرت في بريطانيا وفي جنوب افريقيا لها قابلية انتشار سريعة جدا مقارنة بالفصيلة السابقة، حيث تفوقها في سرعة العدوى بنسبة 70%. ويعتقد الخبراء أن قابليته لإصابة الأطفال  أعلى ايضا من النوع الاول. وجميع الدول - بما فيها بلادنا (لا قدر الله) معرضة لانتشار هذا الفيروس الجديد.

مخاوف مبررة  لدى آباء التلاميذ ...

وفي هذه الظروف، فإن كثيرا من آباء التلاميذ-نحن من بينهم-تراودهم مخاوف واردة ومبررة فيما يعني افتتاح المدارس.

صحيح أن الدولة اتخذت إجراءات وقائية لمواكبة استئناف الدراسة.. تقوم على التقيد بالإجراءات الاحترازية. وعبأت وسائل لوجستية وتحسيسية في هذا السبيل، لكن الخطة لا تبدو كافية. ومن جهة أخرى، فإن قلقنا مبرر أيضا لكون الإجراءات المذكورة غير مطبقة في البلد، بل على العكس : إهمالها والتلاعب بها هما السمة السائدة في الشارع والأماكن والمحلات العمومية وغيرها. وليس لدينا ما يدل على أن الأوضاع سوف تكون أحسن في الأوساط المدرسية حيث زحام الأطفال وعدم شعورهم بالخطر أشد.

أين نحن من التلقيح ضد الوباء: ما ذا؟ وكيف ومتي؟

كما أن عمليات التلقيح التي بدأت، أو تمت برمجة تنفيذها، في دول كثيرة، ما زالت غائبة في بلادنا ولا نعلم عنها شيئا.  وعسى وزارة الصحة تسارع إلى الإفصاح عن استراتيجيتها في هذا المجال وتشرحها تماما تبعا لخطة تحسيسية وتثقيفية واسعة ووافية تجيب على اسئلة أساسية يطرحها المواطنون: ماذا؟ كيف ومتي؟ تبين فيها نوع اللقاحات المنتظرة والأولويات فيما يعني فئات المستفيدين الأوائل منها والجدولة الزمنية المرتقبة لتوزيعها تبعا لذلك.  

وفي انتظار استراتيجة التلقيح، وتزامنا مع العمل على تحقيقها، وتفاديا للمخاطر التي قد تنجم عن افتتاح المدارس في ظل الموجة الوبائية الثانية التي تشهدها بلادنا كبقية العالم، فينبغي التفكير جليا في السبل التي تقي أطفالنا ومربينا من أن يكونوا حملة يوزعون فيروس كورونا بين ذويهم وبين الناس وبينهم.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي) احد آباء التلاميذ

تصنيف: 

دخول المستخدم