يبدو من المؤكد أن تهديدات أمنية خطيرة سترى النور قريبا وعلى نطاق واسع عبر العالم، وهي ناجمة عن توزيع اللقاح المضاد لكوفيد 19. وجميع الدول معرضة لها، ولكن بدرجات متفاوتة؛ فالدول السائرة في طريق النمو- وخاصة الدول الأشد تخلفا- هي أكثر البلدان تعرضا لتلك الجرائم.
الانتربول تحذر...
وقد بادرت اليوم الانتربول (الشرطة الدولية) إلى إطلاق صفارات انذار خطيرة في هذا الصدد.
فهكذا حذر منذ ساعات السيد جورجين استوك، رئيس الانتربول، من انتشار الجرائم المتعلقة بتوزيع اللقاح المضاد لمرض كورونا. وقال بأنه يتوقع "زيادة دراماتيكية" في الجرائم التي تتعلق بنقل اللقاحات المضادة لكوفيد 19، والتي بدأ توزيعها في دول عديدة وبصورة متسارعة. وبيَّن أنواعا منها تتمحور أساسا حول الحصول على اللقاح بطرق إجرامية: "السرقة، عمليات السطو على المستودعات والهجمات أثناء نقل اللقاح"، على حد تصنيف رئيس الشرطة الدولية.
افريقيا وجهة للقاحات مزوة أو كاذبة !
وفي إطار السباق نحو الحصول على اللقاح، فهذه الأنواع من الجرائم التي حددها السيد جورجين استوك هي ما تخافه الدول الصناعية. أما في البلدان المتخلفة والفقيرة كبلادنا، فينضاف لها تسويق وتوزيع لقاحات كاذبة أو لقاحات مزورة.
وينبغي أن تتخذ السلطات العمومية الوطنية في كل دولة جميع الإجراءات لمنعها ومحاربتها، علما أن قارتنا الإفريقية تشكل وجهة رئيسية للأدوية المزورة.
جبهة جديدة امام الوزير نذيرُ !
ومما لا ريب فيه أن صانعي تلك المنتوجات الخطيرة وتجارها لن يبخلوا جهدا لاستغلال فرصة توزيع اللقاحات الجديدة لتسويق لقاحات مزورة أو كاذبة يقدمها موزعوها على أنها مضادة لمرض كوفيد 19. فحذار، ثم حذار... من الوقوع في هذا الفخ أو في غيره من الجرائم المتعلقة بمحاربة الجائحة الراهنة.
فعلى الهيئات المعنية في بلادنا التـأهب لمواجهة الخطر، وخاصة وزارة الصحة وعلى رأسها الدكتور محمد نذيرُ ولد حامد الذي قاد مع بداية توليه زمام القطاع حملة ضد الادوية المزورة نال بسببها لقب "نذيرُ لا اتْولِّي". ونحن لا ندعوه إلى مواصلة الحملة بكل حزم وعزم، فحسب، بل عليه أن يتأهب ويعمل على توسيعها من خلال فتح جبهة جديدة: محاربة الجريمة المنظمة المرتبطة بكوفيد 19.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: