لقد استمعنا إلى بعض المواطنين وهم يدعون إلى إعادة تأسيس دولتنا أي إعادة بنائها على أسس جديدة ووفق منظومة قيم جديدة كذلك. فما هي إذن هذه القيم؟
إنها فيما يبدو مبادئ الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية؟
وإذا كان ذلك هو هدفهم فلماذا يريدون كنا ان نضرب عرض الحائط كل ما قد تم إنجازه حتى الآن؟
فالمشكل قطعا يتعلق بالحكامة وعليه يكفينا أن نعيد النظر في طريقة الحكم ونعتزم عقلنة التسيير.
وهذا هو ما يطلق عليه عمومًا عبارة: التغيير...طبعا للوصول إلى ما هو أفضل، من نظام حكم إلى نظام حكم ومن سيء إلى أحسن. وهنا نرى كيف رفع أوباما شعار التغيير في حملته للرئاسيات في امريكا وهي الدولة العظمى؛ فقد احتسب هو والديموقراطيين أن بلدهم ليس بخير نتيجة سياسات المحافظين فسعوا إلى إحداث تغيير في سياسة بلدهم. ولم يسعى اليسار الأمريكي ابدا في أي فترة بما في ذلك فترة البحث عن الحقوق المدنية للرجوع إلى نقطة الصفر لإحداث التغيير المنشود.
وفي هذا الصدد يحكى ان رجل من "اهل لخيام" كان يشكو ألم في أصبعه فأقترح عليه الطبيب التقليدي شق لعلاجه فما كان منه، و هو الراديكالي الطبع، إلا أن أمره ببتر الأصبع كله.
لذا، إذا كانت مقاربة "اصلاحيينا" تدعو إلى نسف الأسس التي بنيت عليها جمهوريتنا: تغيير اللغة، الدين وهوية الدولة من أجل أن ندرج في دستور جديد أن موريتانيا بلد علماني، متعدد الأعراق ومتفرنس، فإننا سنكون على موعد مع انفجار اكيد.
وكما ترون، إخوتي المواطنون، فإن هؤلاء "العلمانيين"، "الحركيين" الجدد، التمزيغيين، الزنوج الطائفيين ومناضلي إيرا يمارسون نفس النضال.
إنهم حزب " افرانسا "، تماما كما هو الحال في الجزائر.
تصنيف: