تناولت المجلة الأمريكية الواشنطون تايمز (the Wachington times) ذات البث الواسع الانتخابات الرئاسية الموريتانية الأخيرة؛ وجاء ذلك في مقال تحليلي كتبه ديفيد كين- احد محرري المجلة الرئيسيين- تحت عنوان : " رئيس جديد لموريتانيا"؛ ولم يبخل الكاتب في الثناء على الطريقة الحسنة والظروف الجيدة التي دارت فيها العملية. وأشاد بصورة خاصة بالرئيس محمد ولد عبد العزيز المنتهية ولايته. كما أبدى إعجابه بالرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني وما يحمله من تطلعات وآمال وفقا لبرنامجه الانتخابي وبناء على سيرته الذاتية ومساره المهني.
وفيما يلي تقدم موريتانيا المعلومة ترجمة عربية لأكثر من 75% من النص، أي كل ما يكتسي أهمية في المقال المذكور:
"أخبار سارة وأمر نادر وقعا في 22 يونيو في موريتانيا. في هذه الدولة الواقعة في شمال غرب أفريقيا والتي يقل سكانها عن أربعة ملايين نسمة، توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع بشكل سلمي لانتخاب رئيس جديد لخلافة رئيس منتخب منتهية ولايته.
شهد معظم المراقبين بأن هذه الانتخابات (...) جرت بسلاسة. واعتبر الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي على أنها جرت بصورة حسنة. ولم يكن المرشحون الخاسرون فيها أكثر سعادة بالنتائج من هيلاري كلينتون عندما خسرت أمام دونالد ترامب ، لكنهم لم يتمكنوا من حشد الكثير من الدعم الشعبي ولم يحصلوا على براهين تدل على أن العملية "غير حرة وغير نزيه".
لم يُجبر الرئيس المنتهية ولايته على مغادرة البلاد ولم يُسجن. فبدلاً من ذلك، تنازل طوعًا عن السلطة مفضلا العودة إلى ممارسة حياته الخاصة. لكن من المؤسف أن هذا الأمر يجري دون أن يشعر به أحد في الولايات المتحدة،علما أن لهذا البلد أهمية خاصة، بسبب دور موريتانيا الفعال في الحرب ضد الإرهاب وبسبب المصلحة المفترضة التي توليها واشنطن لتعزيز الديمقراطيات الناشئة.
عُرفت الديمقراطية الأفريقية في الماضي على أنها تتلخص في كلمات قليلة: "رجل ، صوت ، مرة واحدة". ولم تتغير كثيرا الصورة على المستوى القاري ، خاصة في وقت أصبحت فيه نماذج الأحكام المستبدة منتشرة في جميع أنحاء العالم. حيث يميل الزعماء الذين يواجهون محدودية المأموريات الزمنية المنصوص عليها دستوريًا إلى الحصول على تغييرات دستورية بغية البقاء في مناصبهم. وأملنا كبير في أن يستفيد الكثير من القادة في إفريقيا من هذه التجربة الموريتانية.
عاشت موريتانيا تسعة انقلابات عانت منها منذ حصولها على الاستقلال في عام 1960. وتم انتخاب رئيسها المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز البالغ 62 عاماً من العمر ، لولاية ثانية في عام 2014 ؛ وقرر الآن عدم الترشح لولاية ثالثة والعمل بالدستور. لقد سخر طاقته ضد الإرهابيين الذين هددوا موريتانيا لما كانوا يستخدمون مناطق الصحراوء غير المأهولة في البلاد كملاذ وقاعدة انطلاق للهجمات على دول أخرى في المنطقة. وبذلك، أصبحت موريتانيا حليفا قيما للولايات المتحدة وحقق قادتها الاستقرار لبلدهم.
انتشرت شائعات تفيد بأن الرئيس، مثل قادة جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، سيقوم بتعديل الدستور لكي يتمكن من الترشح لولاية ثالثة هذا العام ، لكنه فاجأ الكثير من الناس بإعلانه أنه لن يغير الدستور. وقال إنه "من غير المناسب تغيير الدستور لصالح فرد واحد".
(...)
" بفضل وجود أغلبية كبيرة موالية له في المجلس التشريعي، يجد السيد غزواني نفسه في وضع مريح يسمح له بإكمال الإصلاحات القانونيية والتنظيمية والضريبية التي من المتوقع أن تدفع المستثمرين الأجانب إلى إعادة النظر في الفرص التي تتوفر في البلد. وحين يفي بوعوده الانتخابية، فستكون لديه فرصة حقيقية لتحديث اقتصاد البلاد، وبناء مجتمع أكثر ديمقراطية، وجعل موريتانيا مثالاً يحتذى به في بقية العالم الثالث.
يعطي هذا النجاح الولايات المتحدة الفرصة لتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية مع موريتانيا، مما سيكون له أثر إيجابي على المنطقة بأسرها ويشجع الدول الأخرى على أن تحذو حذوها.
يثبت انتخاب السيد غزواني أنه حتى في أشد البلدان فقراً، يمكن لبذور الديمقراطية أن تتجذر. والبلدان التي تنتقل سلمياً من الاستبداد إلى الديمقراطية نادرة وتستحق الدعم عندما تفعل ذلك."
تصنيف: