قد يكون قولي سابقا لأوانه أو لا مبرر له في هذا الوقت من سير العملية الانتخابية ونحن ما زلنا في الدور الأول ولم ينته بعدُ. وأرجو أن يكون فعلا ما ساتحدث عنه خارج الموضوع وما اخشاه أوهام كاتب "هاوي". لكن وصلت إلى مسامعي إشارات إنذار لا ينبغي التغاضي عنها حتى وإن كانت خافتة نوعا ما.. لأن خلفياتها متجذرة في تقاليدنا وتعبر عن تخلف عميق وضعف شديد في تربيتنا المدنية.
عادة سيئة تميز الخصوم السياسيين في بلانا وفي الدول الإفريقية: المتنافسون لا يعترفون بهزيمتهم في الاستحقاقات الانتخابية إلا نادرا. ففور ما يشعرون ببوادرها الأولية، يبدؤوا يلصقون تهم " التزوير" و"الغش" بمنافسيهم وبالقائمين على العملية.. ويلوحون برفض النتائج قبل إعلانها، وحتى قبل أن تكتمل. ويصبح رفع شعار التزوير ملاذا لتبرير الفشل وقناعا لستر ضعف الثقة بالنفس وعدم الشجاعة الفكرية والسياسية على تحمل المسؤولة أمام الناس.
وعلاجا لهذا السلوك المشين والوضعية الخطيرة، فإنني أدعو هيئات الإشراف والرقابة - اللجنة المستقلة للانتخابات هي والمراقبين الدوليين والهيئات القضائية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها- إلى بذل جهد كبير بغية تنمية وتعميق "ثقافة الخاسر الجيد" (culture du bon perdant)، لدى فاعلينا السياسيين وفي البلد بصورة عامة. والله في عونهم.
وأنا أسأله أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل الذي يوفقنا إلى التحلي بسلوك ينبع من روح رياضية سليمة.. تنم عن ثقافة تنافس قويمة وعميقة يحتفي صاحبها بالنصر في حالة فوزه، ويقبل الهزيمة بصدر رحب إن هو خسر. وهذا أيا كان نوع المباراة: سياسية، رياضية، ثقافية، نقابية...
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: