أنا غزواني حتى النخاع: كل من يدعم غزواني، ادعمه ويدعمني.. فلسفته في الحياة، ورؤيته السياسية العامة، وماضيه، ودوافعه الشخصية أو الإيديولوجية... قد تختلف معي.. ولا أجد فيها نفسي. بل قلما أرى نفسي إلا في إيحاءات ذاتي.. وحتى في هذه الحالة فإن الصور التي أخالها من خلال المرآة العاكسة لمشاعري وأحاسيسي كثيرا ما تظل ناقصة ومشوهة بسبب عظمة "الأنا" ومركبات النقص الكثيرة المغذية لروافد اللاشعور المغلوطة وما ينجم عنها من اخطاء وزلات لدي.
غير أنني أرفض – ما استطعت لذلك سبيلا- أن تشكل نواقصي واغلاطي وخلافاتي مع أي داعم لغزواني حجر عثرة يمنعني من التعاون باخلاص وتفان مع حليف سياسي.. فأحرى التشهير به، أو التنكر له، أو التبرؤ منه !
لا شك أن التيار الغزواني الجارف - كأي حراك جماهيري وشعبي بهذا الحجم- تحمل أمواجه الكثير من الحساسيات والفروق الفكرية والسلوكية التي قد لا يعجبني بعضها. لكن العكس صحيح أيضا. فبالمقابل: لا يخامرني شك في وجود قوم داخل هذا السيل الجارف، البشري والفكري، عديدين ومتنوعي المشارب، غير معجبين بي.
لذلك أقول لنفسي ولهم: ينبغي أن نحذر جميعا من الغوص كثيرا فيما يفرقنا حتى لا نحيد عن الهدف المنشود والعمل المطلوب: تعبئة جميع الطاقات وصهرها في سبيل إنجاح مرشحنا.
وهذا ما أعنيه عندما رفعت شعار: "كلنا غزواني.. القاصي منا والداني"؛ شعارا تبناه تجمعا "شباب الرؤية1" و "شباب الرؤية" وغيرهما من المبادرات المنضوية تحت راية دعم "مرشح الإجماع الوطني". وينبغي أن يبقى هذا المبدأ التوافقي حاضرا في اذهاننا وتصرفاتنا كنبراس يضيء الطريق أيا كانت الخلافات أو التباينات في الطرح والتأويل داخل الحراك السياسي الذي يدعم مرشحنا؛ عملا بقوله عز وجل: "... وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" (صدق الله العظيم).
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: