بعد حركة الاستقالات المتكررة التي يشهدها حزب تواصل وأطياف المعارضة الأخرى.. وينضم أصحابها إلى ولد الغزواني، تظهر أيضا أشكال أخرى من مرض النزيف السياسي الذي يصيب اليوم حركة الإخوان المسلمين في موريتانيا وحلفاءهم. وما الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات أيا كان المبرر سوى أحد أعراض هذا المرض الخبيث الذي يتجلى من خلال صراعاتهم الداخلية الخارجة عن السيطرة والتي من الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه من عواقب وخيمة بالنسبة لهم وللمشهد السياسي الوطني بصورة عامة.
وهكذا دعت النائب في البرلمان عن حزب تواصل، السيدة زينب منت التقي، الى مقاطعة الإنتخابات الرئاسية القادمة، كما يظهر من تدوينتها التالية:
وهنا فمن حق المرء أن يتساءل: ماذا دعاها إلى اتخاذ هذا الموقف المنافي لخط حزبها الذي قررالمشاركة ودعم السيد سيدي محمد ولد ببكر بلا شرط ولا قيد على اللجنة الوطنية للانتخابات ولا على السلطات الحاكمة؟ هل هو موقف شخصي اتخذته بدون مراعاة خط الحزب السياسي؟ وفي هذه الحالة هل ستتعرض لمساءلة لخرقها قواعد الإتضباط الحزبي؟ أم أنها تمثل تيارا سياسيا قويا داخل تواصل غير راض عن قرار القيادة الحزبية القاضي بدعم وزير ورئيس وزراء ولد الطايع سابقا وليس حديثها عل اللجنة الوطية للانتخابات سوى حجة عابرة وثانوية تخفي محفزاتها الحقيقية؟
ام انها مأذونة أو ربما مأمورة من طرف قادتها السياسيين؟ وفي هذه الحالة ألا تدل المناورة على تردد وتناقض في موقف تواصل من الصعب تبريرهما علما أن نتائجهما ليس من اليسير المراهنة عليها ؟
وأيا كان الجواب، فإن تدوينة السيدة زينب منت التقي لا تطمئن كثيرا فيما يعني تماسك تواصل وصحته السياسية ولا على صحة الأحزاب والقوى المتحالفة معه، حيث تشهد جميعها صراعات داخلية ينجم عنها نزيف داخلي وخارجي يتمثل في صراعات عقيمة وفي هجرها من طرف أناس وأنصار كثيرين يغادرونها ويلتحقون بالمرشح المدعوم من طرف النظام .
تصنيف: