تتواتر المعلومات أن اثنين من القوم دخلا بقوة معترك الرئاسيات المقبلة كفاعلين ناشطين ؛ ومن الواضح أنهما ليسا على نفس الخط السياسي.. أما الثالث، فكان له الدور الرئيسي قبل الآن بعشر سنين في اعلان النتائج الرئاسية وإدارة العملية الانتخابية آنذاك بتجرد وحيادية قل من كان ينتظرهما في صفوف زملائه السياسيين وحلفائه.. فاحرى بين خصومه !!
يدعو محمد جميل منصور إلى عدم قبول أي مرشح تختاره المعارضة من خارج صفوفها؛ و أول اسم يستهدفه يتبادر إلى الذهن هو رئيس الوزراء السابق في عهد معاوية ولد الطايع والسفير في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز- السيد سيدي محمد ولد بوبكر- الذي يبدو أن فصائل من المعارضة في صدد منحه ثقتها، كما يتأكد أنه ماض في المعركة الانتخابية. ومن المتوقع أن يكون "مرشح المعارضة" الرسمي حتى وإن لم يتم عليه الوفاق من طرف جميع مكوناتها.
وهكذا سارع رئيس حزب تواصل سابقا - ورئيسه الفعلي دائما - إلى إبداء موقف مخالف لهذا التوجه. إلا أنه لم يقترح بديلا عنه.. مما يفسره البعض بأن جميل منصور له نية في الترشح ما زال لا يرغب في الإعلان عنها حتي تسنح الفرصة وفقا لحسابات تكتيكية لديه هو وأنصاره من الإخوان. ومن المستبعد أن تخلو تلك الحسابات من اعتبارات قبلية وجهوية تجعل ترشح ولد ببوكر مضرا بجميل منصور نظرا لانتمائهما للمنطقة الجنوبية، أي بأن المعيار الجهوي كحافز للناخب سيكون موضع منافسة بينهما.
ومن جهة أخرى، أيا كان القرار النهائي للزعيم الإخواني وقومه في تواصل، فإن تدوينته التالية بمثابة إشارة واضحة حول افتتاح جبهة الصراعات والإنشقاقات التي بدأت تعصف بالمعارضة في وجه الاستحقاقات الرئاسية المقبلة والتي وردت ايضا منذ ايام وبقوة على لسان الأستاذ احمد سالم ولد بوحبيني. الأمر الذي يحد كثيرا من حظوظهم في النجاح.. وفي هذا دلالات قوية تطمئن الطرف الآخر: في هذه الحالة، انصار ولد الغزواني، ليسوا فقط متأكدين من فوزهم، وإنما من انتصار كاسح سيحققونه خلال الدور الأول من الانتخابات. وهم يعملون الآن بجدارة في هذا السبيل.
إلا أن المعارضة لن تفقد في هذه الحالة أداة ردة فعلها المعهودة: عدم الاعتراف بالخسارة والتشهير بالنتائخ تحت ذريعة اتهام الخصم بالتزوير. هل ستستخدم من جديد هذا السلاح البائد؟ ذلك ما لا نرجوه. بل أملنا أن يتحلى الفاعلون والمتصارعون السياسيون بروح رياضية تشكل ثقافة الخاسر الجيد احد أهم روفدها، اقتداء بسلوك محمد ولد ارزيزيم لما اشرف على انتخابات يوليو 2009 بوصفه وزيرا للداخلية محسوبا آنذاك على المعارضة بمقتضى اتفاقيات داكار.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
-----------------------------------
نص تدوينة جميل منصور (صورة)
تصنيف: