تحرك الرؤساء السابقين واسفارهم إلى خارج بلادهم يشكل مثار اهتمام متباين حسب البلد المضيف وحسب الزائر وهدفه. و في حالة هذين الرجلين فإن قدومها إلى بلادنا لا داعي له حقيقة.
صحيح أن كلاهما كان له شأن عظيم في بلاده وفيما جرى في العالم: خيرا أم شرا. وفي هذا السجل الأخير- اي: الإضرار الشديد- كتب التاريخ باحرف من حديد الدور الحاسم الذي لعبه السيد نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق في المحن والكوارث الأمنية التي تعصف بمنطقة الساحل منذ هجوم الطيران الفرنسي والتدخل العسكري الغربي في ليبيا تحت ذريعة "حماية المدنيين" بينما الغاية هي: الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي رحمه الله وتحطيم تلك الدولة.. نزولا عند رغبة الفيلسوف والمثقف اليهودي الماكر بيرنار هانري ليفي.. وتآمرا مع من يختفون وراء تلك الروح الخبيثة .
لذلك فإننا - مثل اخوتنا التونسيين- لا نرحب بالمسؤول السياسي الأول عن تلك العملية الإجرامية وما نجم عنها من عواقب وخيمة على منطقتنا. بل على العكس، فإننا نعتبر أن ساركوزي مجرم حرب مكانه ليس الاستجمام في بلدنا.. بل ذلك السجن الهولندي التابع لمحكمة الجنايات الدولية ريثما يقدم للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
أما إن صح الخبر القائل بأن الزائر المرتقب لبلادنا هو خلفه السيد فرانسوا هولاند، فإننا لا نمانع في الأمر مبدئيا على شرط أن يكون دافعه الحقيقي غير ما ذكره الإعلام. بينما إن كان فعلا الهدف من مجيئه إلى موريتانيا، هو الدعاية لكتابه "دروس السلطة "، فإنني انصحه بأن لا يتنقل من بلاده.. أو بأن يختار وجهة أخرى. والسبب بسيط : نحن لا نقرأ.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)
تصنيف: