الإرهاب: القوة المشتركة توسع نطاق عملياتها.. وتستخدم الوسائل "الناعمة" مع الوسائل التقليدية (ريبورتاج مصور)

أكد مصدر عسكري مطلع لموقع موريتانيا المعلومة أن القوة المشتركة لمجموعة ساحل 5 وسعت كثيرا من نطاق  عملياتها العسكرية التي بدأت منذ أقل من أسبوعين في القطاع المركزي -المكون من الحدود المشتركة بين مالي والنيجر وبوركينا فاصو- بشكل لم يعد معه مسرح العمليات محصورا على هذا القطاع. 

فقد انطلقت صباح اليوم حسب مصدرنا عمليات عسكرية في القطاع الغربي الذي يشمل الحدود المشتركة بين مالي وموريتانياوأضاف المصدر أن القطاع الشرقي الممتد على الحدود بين النيجر وتشاد ستبدأ فيه العمليات عاجلا هو الآخر.

لا مفر للعدو.. ولا تماس معه...

وبهذا يكون قائد القوة المشتركة، الجنرال الموريتاني حننه ولد سيدي وجنوده قد أجابوا عمليا على تخوف كثيرا ما تردد على السنة المراقبين. فقد كان هؤلاء يخشون أن يؤدي تركيز العمليات وحصرها على القطاع المركزي إلى انتقال الجماعات المسلحة الإرهابية إلى المناطق الحدودية للدول الأخرى. غير أن عدم إهمال أي قطاع من طرف القوة المشتركة يبين أن هذه القوة تأخذ ذلك الخطر في  الحسبان وتعمل على أن لا تترك مفرا للعدو عبر المناطق الحدودية لبلدان "مجموعة ساحل 5". 

ولم يفصح المصدر عن نوع العمليات العسكرية غير أنه من شبه المؤكد أنها تتمحور أساسا حول المهمات الإستطلاعية بحثا عن العدو وحول مهمات السيطرة على المناطق الحدودية لمنعه من الإنتشار فيها ومن التسلل عبرها. بيد أنه لم ترد معلومات لحد الآن حول أي اشتباك أو تماس مع الجماعات المسلحة المستهدفة مما يعيد إلى الأذهان إشكالية تواطؤ السكان المحليين مع الجماعات الإرهابية، كما أشرنا إلى ذلك في ورقة سابقة.

(انظر: "  FC-G5S : الجنرال حننه يفي بوعده.. رغم الصعاب...   ")

  

العمليات المدنية/العسكرية.. أو الوسائل الناعمة

وفي وجه هذا الخطر، تقوم القوة المشتركة بتنفيذ خطة تكميلية للعمل العسكري التقليدي العنيف تعتمد على مكافحة الإرهاب عبر وسائل "ناعمة" تستهدف تقديم العون إلى السكان وكسب ثقتهم  وتحصينهم ضد دعاية المجرمين ومحاولاتهم التآمرية. وفي هذا الصدد،  أفاد المصدر العسكري أنه بالإضافة إلى الانتشار الجغرافي الواسع الذي يشمل القطاعات الثلاثة، فإن توسعا نوعيا قد نال العلاقات مع السكان المحليين، مشيرا إلى أن الوحدات التابعة للقوة المشتركة بدأت منذ أمس تنفيذ مهامها طبقا لما يعرف ب"العمليات المدنية/العسكرية". وبمقتضى هذا المفهوم الجديد نسبيا في العقائد العسكرية تقوم الوحدات المقاتلة بتقديم الخدمات للمواطنين ومؤازرتهم. وحسب مصدرنا، وحسب صور حصلنا عليها، فقد بدأ هذا العمل في القطاع المركزي حيث بدأت المفارز العسكرية اللوجستية بتقديم العون للمواطنين داخل الحدود البوركينابية : الاستشارات والعلاجات الطبية، الدعم والمساعدة في المجالات المختلفة... كما يظهر من الصور المرفقة. 

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

 

 

 

تصنيف: 

دخول المستخدم