عبأت الدولة وسائل هامة بغية أنجاح مسيرة محاربة الكراهية المقرر تنظيمها صباح غد ابتداء من الساعة الثامنة. غير أن الطقس المنخفض في هذا الفصل من السنة وتوقيتها في الصباح قد يحدان من نسبة المشاركة.. كما أنها لن تخلو من ظهور صعوبات في التنظيم وفي التأطير. ورغم ذلك فإن العملية بدأت تؤتي أكلها من الناحية السياسية.
من نتائجها الإيجابية بالنسبة للمنظمين، سمتان هامتان :
- خطاب الاعتدال غير المسبوق الذي صار يتبناه بيرام ولد الداه ولد اعبيد كرد منه على المسيرة محاولا إزاحة تهمة العنصرية والدعوة إلى الطائفية عنه وغير ذلك من خطابات التطرف. وهي صورة سلبية لصقت به بقوة في أذهان أوساط واسعة من المواطنين. ويبدو أنه يحاول الآن إعطاء صورة مخالفة تماما لما توعده الناس من خلال خطاباته النارية وأفعاله الماضية التي كان من آخرها اعتداءاته اللفظيه وتهديداته للصحفي دداه عبد الله التي أدانته المحكمة بسببها. ولا شك ان تلك القضية كان لها هي الاخرى دور في خطاب بيرام الجديد والمعتدل نسبيا، علما أن اعتقاله والحكم عليه بالسجن وما سببته القضية له من نكسات وتشويه صورة أمور كان له وقع في الخارج سلبي بالنسبة له. تبين ذلك في موقف وزير الخارجية الفرنسي الذي رفض الأنصياع إلى محاولة بيرام تسييس القضية، قائلا أن الامر يتعلق بالحق العام وانه لا علاقة له بالسياسة ولا بحقوق الإنسان . كما أن تبنيه لخطاب اكثر اعتدالا قد يحَوِِّل عنه أنظار ألاتهام بالتفرقة إلى غيره من اصحاب الحطابات المريبة مثل النقابي الساموري ولد بيه الذي كانت خرجته الإعلامية الاخيرة غير موفقة. ومن جهة أخرى فمن الواضح أن بيرام يقلد المسار الذي اتبعه مسعود ولد بولخير: التحالف مع جزب سياسي عروبي، عدم الاقتصار على رفع راية شريحة لحراطين وعدم اعتبار البظان أعداء وتوجيه لهم الدعوة السياسية مع لحراطين، وهذا كله من أجل حشد اوسع ما يمكن من الدعم لترشحه للانتخابات.
-
- المسيرة وشعارها الحساس والوارد ساعدا النظام في وضع فخ خطير لأعدائه، حيث أوقع خصومه المتشددين الآخرين في موقف مربك. ضعف المبررات التي برر بها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وغيره - حزب التكتل، جميل منصور...- رفضهم للمشاركة في المسيرة والخلافات داخل صفوفهم حول الموقف الذي ينبغي اتخاذه من المسيرة خير دليل على أن تعاملهم مع العملية يشوبه ضعف في الرؤية الاستراتيجة لا يستهان به .
وفي جميع الحالات يبقى الرابح هو المواطن الموريتاني والرئيس محمد ولد عبد العزيز وحلفاءه بوصف ولد عبد العزيز قائد مسيرة محاربة خطابات الكراهية والتفرقة. غير أن الربح يبقى ناقصا طالما أن بقية الفاعلين السياسيين لم يلتحقوا بالركب.
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: