عرف المصطفى ولد الامام الشافعي بكونه الصديق الحميم والمستشار المقرب والمتين للرئيس السابق والديكتاتور البوركينابي بليز كامباوري. كما عرف الرجل كذلك بعلاقاته المثيرة للجدل مع بعض الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمال مالي وفي منطقة الساحل مثل جماعة عمر بلمختار؛ علاقات وظفها في التفاوض حول تحرير رهائن كانت تلك الجماعات قد اختطفتهم لتفرج عنهم مقابل فديات مالية كبيرة. وقيل وتردد أن ولد الشافعي وبليز كامباوري قد استلما تعويضات معتبرة من تلك العمليات رغم كون ولد الشافعي ينفي ذلك وينفي دفع أي فدية قائلا أن تحرير الرهائن كان ثمرة ل"عمله ألإنساني"، وأنه لا دخل للمال فيه.
وبعد الإطاحة بزميله وحاميه كامباوري انتقل ولد الشافعي إلي العاصمة الإفوارية حيث يقيم بليزكامباوري.. ومن ثَم غادر إلى المغرب حيث يتنقل دائما بين البلدين وينسق ويتعامل مع رجل الأعمال الموريتاني الثري محمد ولد بوعماتو رغم نوع من الحذر يطبع العلاقة بين الرجلين.
ولم تغير وضعية ولد الشافعي الجديدة شيئا كبيرا في كونه لم يتوقف عن إثارة الجدل حوله: لا بشأن مواقفه السياسية ولا حول علاقاته ومصادر ثروته المشبوهة. غير أن صورا يتم تناولها الآن على نطاق واسع أضافت عنصرا جديدا إلى التساؤلات الكثيرة التي يثيرها هذا الرجل.
الأمر يتعلق بصورة يظهر فيها وهو في إسرائيل وعلى رأسه قبعة مثل التي يحمل اليهود.
وردا على هذه الصورة، اصدر ولد الشافعي إيجازا صحفيا جاء فيه :
" طالعتنا بعض الجهات المغرضة بنشر صور مفبركة تحاول تشويهنا وإظهارنا في الموقع الخطأ الذي لا يمكن أن نكون فيه أبدا. » واتهم المخابرات الموريتانية بكونها وراء هذه "الفبركة بغية تشويهه بوصفه معارضا".
وردا على رده هذا، وعلى ردود أخرى تدافع عنه، نشر موقع " الجمهورية" ورقة قصيرة يتهم فيها أنصار الرجل خاصا الإخوان بالذكرمتهما إياهم ب"فبركة صور للتستر على فضيحة ( هذا) المعارض الموريتاني الذي اختار موالاة اليهود" على حد قوله. وقدم الشروح التالية المتعلقة بالصورتين المرفقتين أسفله:
" نشر موقع الإخوان في مورتانيا وعدد من المدونين المعارضين قبل قليل صور مفبركة لتمييع الصور الحقيقية التي تداولها المدونون صباح اليوم عن ولد الشافعي أمام حائط المبكى والنصب التذكاري لمحرقة الهولكوست في إسرائيل. يتعلق الأمر بصورتين متشابهتين في الظاهر بفضل الفوتو شوب مختلفتين في الأصل وبقية التفاصيل. الصورة الأولى: يرتدي قميصا أزرق سماوي/ في الخلفية يوجد يهود يؤدون طقوسهم أمام حائط المبكى ويولونه ظهورهم إضافة إلى ثلاثة كراسي شاغرة/ تم أخذ الصورة وجها لوجه.الصورة الثانية: يرتدي قميصا أبيض/ في الخلفية يهود يؤدون طقوسهم أمام حائط المبكى ويولونه ظهورهم باستثناء واحد ينظر شطره بينما يظهر من خلفه كرسي واحد شاغر/تم أخذ الصورة من الزاوية اليمنى".
وويبدوعلى ضوء هذه الاتهامات المتبادلة بين ولد الشافعي وخصومه أن فبركة ما قد وقعت فعلا.
وهذا ليس بالغريب لأن ظهوره بهذه الطريقة على الواجهة الإعلامية يؤكد من جديد أن مسار ولد الشافعي ما زال مثار جدل مريب ولا شيء يوحي بغير ذلك مستقبلا. وهذا أمر من الصعب أن ينجو صاحبه من الفبركة : سواء كان فاعلا لها أو مفعولا به.
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: