هدف ولد بوعماتو: فرنسا.. وحلفاؤه في حاجة ماسة لماله ǃ

ذكرت مصادر إعلامية أن رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بوعماتو لا يولي اهتماما كبيرا لوسائل الإعلام الناطقة بالعربية خلافا لاعتنائه بوسائل الإعلام الفرنكوفونية. ويعلل البعض ذلك بكون ولد بوعماتو يركز في صراعه ضد النظام الموريتاني على محاولة استمالة فرنسا والغرب عموما. وهذا ما أعلنه موقع تقدمي نت بالحرف الواحد حيث كتب: " وحسب مصادر خاصة لتقدمي نت فان سبب غياب صحفيين عاملين باللغة العربية في دائرة اهتمام ولد بوعماتو يعود بشكل أساسي لاهتمامه وتركيزه علي فرنسا ضد النظام الحالي مما يفسر تركيزه بشكل كامل علي الصحافة الفرنكفونية". ويتفق هذا الطرح من جهة أخرى  مع كون ولد بوعماتو يدعم هيئات فرنكفونية أخرى مثل الرابطة الموريتانية للفرنكفونية.

سبقه بيرام.. وآخرون...ǃ  

وينبغي الإشارة إلى أن ولد بوعماتو لا ينفرد وحده بهذه الاستراتيجيته التي تركز على الخارج وعلى الغرب. فهذه هي السمة الرئيسية لجل قوى المعارضة المتشددة. فقد سبقه لهذه الرؤية بيرام زعيم حركة إيرا المحظورة قانونيا الذي يعتبر الآن أول "مستفيد سياسي معارض" في هذا المجال وكذلك معظم المنظمات الأخرى التي تعمل تحت شعار "حقوق الإنسان".

كما أن التشكيلات السياسية المكونة للمنتدى علقت هي الأخرى آمالا كبيرة على الخارج بغية إضعاف النظام.. وبذلت ما لديها في هذا السبيل. غير أن النتائج التي حصل عليها هؤلاء وغيرهم من مناوئي النظام ما زالت دون المستوى المطلوب بكثير.

 المال.. وسيلة وغاية...

ورغم أنهم جميعا يركزون على الخارج كهدف ووسيلة يوجهون له - وعبره- خطابهم، فإن محمد ولد بوعماتو يختلف عنهم من حيث المنهجية والأدوات المستخدمة: هم يعتمدون على توظيف الكلمة المندِّدة وهو يعتمد على توظيف الدراهم الضارة. ومن الوارد أن يوفق الطرفان بين المنهجين: يُعِد الساسة الخطابات الهدامة ويوفر رجل الأعمال التمويل اللازم. ولا شك أن تعيين ولد الدباغ - اليد اليمنى لولد بوعماتو وشريكه- من طرف قيادة المنتدى مسؤولا عن العلاقات مع أروبا  يشكل رسالة دالة على محاولة تعاون وثيق بين الطرفين؛ تعاون يقوم على توظيف المال من طرف رجل الاعمال للإضرار بخصومه عبر احتوائه لمعارضة تبحث عن المال وعن التمويل..

 "الهدم أيسر من البناء" ...  لا يكفي ǃ

وبهذه الطريقة تزداد قوة الإضرار لديهم جميعا بشكل لا يستهان به بوصفهم يتصرفون وفق مبدأ "الهدم أيسر من البنيان". غير أن أي خطاب سياسي يقتصر فقط على الإضرار لن يكتب له النجاح، كما أفادتنا النتائج الكارثية المستخلصة من "الربيع العربي" و ثوراته المأساوية التي ما زالت مخلفاتها تفتك بالعالمين العربي والإسلامي.. الشعوب تصبو إلى النماء وتضع ثقتها في من يقدم مؤشرات واضحة تسير في ذلك السبيل.  فلاستمالة المواطن فلا مفر من تقديم اقتراحات بناءة.. الأمر الذي لا يبدو أن المعارضة المتشددة في بلادنا  تهتم به كثيرا: سواء سياسييها أو مموليها أو فاعلي المجتمع المدني المنتمين لها... كلهم لا يريدون سوى الإطاحة بالرئيس عزيز ونظامه دون أن يقترحوا مشروعا بديلا مقنعا.. وهذا ما  ما ذكره مراقبون دوليون من بينهم مجلة جان افريك (Jeune afrique) التي كتب في هذا الشأن موفدها آلين فوجاس (Alain Faujas): "الشكوك حول مأمورية ثالثة هي نقطة الوفاق الوحيدة بين مكونات المعارضة المتشددة التي  ليس لديها مشروع سياسي مشترك سوى رغبتها في الإطاحة برئيس الدولة الحالي.. وستبرز  بينها خلافات صارخة حينما يتطلب الأمر تعيين مرشح للرئاسيات". 

البخاري محمد مؤمل

تصنيف: 

دخول المستخدم