مند فترة ظهرت خلافات داخل حركة "إيرا" التي يتزعمها برام ولد أعبيد الذي سبق وأن نجح في كسب شهرة كبيرة لما فاجأ الناس بحرقه لأمهات كتب الفقه السني المعتمدة تقليديا عند الموريتانيين و في بلدان المغرب العربي وغيرها وبتوثيق العملية بالفيديو وبنشرها على نطاق واسع. حينها أثارت العملية استنكار الكثير من معاهد ومجالس الفتوى الإسلامية عبر العالم، كما أثارت غضب الموريتانيين بشكل عام. وخرج الناس في الشوارع مطالبين بمعاقبة من اقدموا على ذلك "العمل الإجرامي" وبوضع "حد لتصرفات "إيرا" الإستفزازية". وشملت هذه الحركة المنددة الواسعة كل الاطياف مهما كانت توجهاتهم الإيديولوجية بما في ذلك من ينتمون للحركات الانعتاقية كحركة " الحر" الناشطة في مجال حقوق الإنسان ومحاربة العبودية ومخلفاتها، حيث وصف أحد زعمائها العملية بانها "استهداف للمرجعية الدينية التي تشكل خطا أحمر"، على حد قوله.
شدة ردة الفعل المناوئة دفعت ببعض أصدقاء برام إلى تقديم اعتذار جاء على لسان المتحدث باسم "إيرا" آنذاك إبراهيم ولد بلال الذي قال أن هذا "عمل فردي لم يتم الاتفاق بشأنه"، معلناً "اعتذاره للمسلمين وللموريتانيين عن ما جرى". كان هذا أول المظاهر الكبيرة للخلافات الداخلية في صفوف "إيرا".
في البداية، حاولت الحركة التحكم في تلك الخلافات والتكتم عليها كما تفعل عادة معظم التنظيمات او المؤسسات مهما كان نوعها. غير ان الصراع بلغ اليوم مستوى من الحدة خرج بسببه عن السيطرة، حيث برز الدكتور السعد لوليد علانية كطرف كبير في الخلاف لما أعفي من منصبه كناطق باسم الحركة. وهو الآن يتعرض لهجمات لاذعة من طرف بعض من يتكلمون باسم "إيرا" ومن أشدهم نقدا له و تحاملا عليه هانون ديكو الذي لا يبخل عادة في هجاء خصومه.
وفيما بيدو ردة فعل قوية على مهاجميه من "إيرا"، كتب الدكتور السعد لوليد تدوينة نشرها على صفحته في الفبيس بوك مبينا أن دواعي الخلاف تكمن في موقفه المندد بالإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عدم قبوله لاختراق الحركة من قبل العنصريين "المتاجرين بقضية العبودية".
--------------------------------------------------------------------------
نص تدوينة الدكتور السعد لوليد:
"لن أكون ظهيرا .... لمن يسيئ لرسول الله (ص ).
من أسباب الأزمة القائمة اليوم بيني و بين مجموعة الزنوج المخترقة لنضال الشرفاء من الحركة الإنعتاقية ، و المتاجرين بقضية العبودية و معانات شعب لحراطين في موريتانيا ، المقال الذي كتبته تحت عنوان " الا رسول الله " إبان إساءة جريدة شرلي أبدوا لخير البشرية ومخرجها من الظلمات الى النور محمد صلى الله عليه وسلم في دسمبر 2014 ، المقال الذي ثار حفيظة الزنوج و حراطين الزنجية داخل الحركة الإنعتاقية ، و طالبني صاحبي حينها بالإعتذار عنه أو سحبه بحجة أنه يضر بعلاقات الحركة مع فرنسا و الغرب و أنه تمجيد للإرهاب ، و هوما يسوقه اليوم صاحبي لزواره أنه سبب خلافنا بلإضافة لمقال " الإرث الإنساني و الدم المتفرق " ، هنا أكرر مرة أخرى ما قلته من داخل زنزانتي له و للعالم كله ، لن أكون ظهيرا لمن يسيئ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما لن أكون نصيرا لمن يسكت على الإساءة للمصطفى عليه أزكى الصلوات و أطيب التسليم ، و أؤكد هنا أن الإرهاب لادين له ولاوطن و أن الشريعة المحمدية منه براء ، وعلى صاحبي وثلته المتزنجة داخل الحركة الإنعتاقية أن توضح موقفها من الإساءة المتكررة للرسول الأعظم و من تطاول جريدة شارلي أبدوا مؤخرا على الذات الإلاهية ، فالحراطين أولا و أخيرا مسلمون و محمديون ، أما عني فهذا موقفي من سيدي و نور قلبي و شفيعي محمد صلى الله عليه وسلم" .
الدكتور السعد لوليد
تصنيف: