الروائي موسى ولد ابنو مستاء جدا من إعادة نشر مقالاته المؤيدة للرئيس عزيز

الروائي موسى ولد ابنو مستاء جدا من إعادة نشر مقالاته المؤيدة للرئيس عزيز

في تدوينتين شديدتي  اللهجة على الفيس بوك ـ إحداهما بالعربية والأخرى بالفرنسية، عبر الروائي الموريتاني موسى ولد ابنو عن استيائه القوي من نشر مقالات كتبها سابقا ؛ وكان واضحا فيها رضاه عن السياسة المتبعة من طرف الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز معتبرا أن إعادة تلك المقالات إلى السطح هو بمثابة رد مناوئ وغير لائق على موقفه الجديد المعادي للنظام الذي عبر عنه مؤخرا وبشكل مفاجئ للكثير من الناس ومن مراقبي الشان السياسي في موريتانيا، علما ان الرجل قلما أظهر مواقف معارضة متشددة  قبل هذا. ووصف المواقع التي نشرت مقالاته السابقة الموالية للحكم الحالي ب"صحافة البشمركة" وبأنها "عملت بأمر من السلطات". 

 من الواضح فعلا أن ولد أبنو غير موقفه كليا وأصبح يصف ولد عبد العزيز بأبشع العبارات العدائية. وقد أعلن على الفيس بوك إنشاء ما اسماه "رباط الجهاد السلمي". وفي بيانه الـتأسيسي دعا إلى عدة أمور تتمحور أساسا حول "قلب النظام العسكري عن طريق انقلاب مدني (,,,) و دعم المقاومة الشعبية وكافة قوى المعارضة"، على حد تعبيره.

وقد أثار إعلانه هذا وما تبعه من خرجات دونهاعلى شبكات التواصل الاجتماعي ردودا متباينة : بعضها مؤيدة وكثير منها مناوئة بدرجات متفاوتة. من أبرز هذا النوع الاخير ما نشره بعض المثقفين الذين يدعمون بقوة الرئيس محمد ولد  عبد العزيز أمثال الكاتب والباحث محمد اسحاق الكنتي . كما أن العديد من المشاركين في الفيس بوك ـ خاصة من االمتصفحين لصفحة ولد ابنو ولصفحة  محمد اسحاق الكنتي ـ طرحوا تساؤلات حول "الدوافع الخفية"، على حد قول الكثير منهم، وراء الموقف العدائي الجديد لموسى ولد ابنو للرئيس محمد ولد عبد العزيز ونظامه. وبالإضافة لذلك تستنكر الفئتان (فئة المتحيرين من أمر الروائي ولد أبنو وفئة المعارضين له) كون هذا الاخير عمل مستشارا للرئيس معاوية ولد الطايع ومديرا في عهده للوكالة الموريتانية للأنباء.. وكأن الجميع ـ سواء ناقدين له أو متسائلين حول دوافعه الحقيقية ـ نسوا أو تناسوا أن للرجل الحق التام في تبني أي موقف سياسي يراه صائبا طالما أن ذلك يتم في حدود القانون.. بما في ذلك تغيير مواقفه من أي رئيس أو نظام  كان ـ سواء في عهد الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز أو في عهد من سبقوه مثل معاوية ولد الطايع أو من سيأتون بعده.

المهم والمطلوب هو أن يتحلى الجميع بالروح الرياضية السليمة التي يتسم بها المثقف الكفء الواثق من نفسه.. أي أن يتقبلوا النقد والرأي الآخر بأريحية طالما أن الخطاب الذي يتلقونه يحترم المتقبل. ولا يهم أي شكل اتخذه: قد يكون بإعادة نشر مقالات أو آراء لأحد الإطراف قد تخلى عنها.. وقد يكون في أشكال أو بأساليب أخرى.

البخاري محمد مؤمل 

----------------------------------------------------------

نص تدوينة الروائي موسى ولد ابنو (النسخة العربية)

"كرد يائس على تأسيس "رباط الجهاد السلمي"، أمرت السلطات صحافة "البشمركة" بإعادة نشر المقالات التي كتبتُها سنة 2009. في تلك الفترة انخدعت، ككثير من الموريتانيين، بادعاءات الجنرال محمد ولد عبد العزيز بُعيْد انقلابه، وبمزاعمه بأنه سيكون رئيس الفقراء ومحارب الفساد ونهب المال العام. لكنه، لما وصل إلى ملكوت السلطة، سعى في البلد بالعدوان؛ وظهر وباء الفساد الذي دمر وظلم وضيّع الحقوق، وآلت ال"حركة التصحيحية" إلى حكم عشائري وسيطرة قبلية وظهر خواء صدفة من لآلئ  الجوهر السياسي! زعم الجنرال أنه جاء لتغليب الإصلاح على الفساد، فأتقن الظاهر ودلس على الموريتانيين في الباطن. {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}".

تصنيف: 

دخول المستخدم