السفير محمد سالم ولد مولود.. والجائزة المستحقة

السفير محمد سالم ولد مولود.. والجائزة المستحقة

لم أشعر في حياتي بلذة الفرح العفوي العارم والصادق إلا مرتين : يوم تأكذت من نجاحي في شهادة الباكلوريا سنة 1983 ويوم علمت بأن أخي وصديقي الدبلوماسي محمد سالم ولد عبد الرحمن ولد مولود حصل على جائزة شنقيط الوطنية.وباعتبار علاقتي لإخوية الخاصة بالرجل وبالنظر إلى مكانته الكبيرة في قلبي فإنني لن أتحدث عنه بوصفه سفيرا ومفتشا عاما لوزاروة الخارجية لأنها ألقاب إدارية وإنما آثرت أن أتحدث عن محمد سالم ولد مولود المثقف الذي يستحق أكثر من جائزة .

الرجل معروف لدى الكثير من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي الجاد , غير أنه لم يدخل دائرة النجومية المصطنعة .فهو متبتل في محراب الثقافة , لا يرضى في الحديث أو الكتابة بالدون , ولا يبحث عن شهرة زائفة , جمهورها أدعياء ثقافة كاذبة.

لم أنبهر بحصول  الصديق الدبلماسي على جائزة شنقيط، لأنه يستحقها بجدارة , فبالإضافة إلى ما يعرف عنه من ذكاء وتميز طيلة الدراسة يعتبر قارئا بامتياز مطلعا على الثقافتين العالمة والشعبية متمكنا من أزمة ثلاث لغات تملك مفاتيح الثقافة العالمية : يتقن بامتياز العربية والفرنسية والإنجليزية .

وعلى المستوى الأخلاقي والتفاعلي ,يتميز محمد سالم ولد مولود  بالنزاهة الفكرية وبروح البحث النابع من العمق الثقافي ,لذلك تشعر وأنت تتحدث معه أنه يحمل في صدره مشروع مجتمع ,وتصورا شاملا عن مجريات الحيات بتجلياتها الثقافية والسياسية والاقتصادية مع وضوح الرؤية والقدرة على تسويق الأفكا روتقبل الرأي الآخر والسعي الدائم للاستزادة من المعرفة.

وقد نال  جائزة شنقيط مناصفة مع الفقيه المتميز أمين ولد الشواف من خلال دراسة تتناول " النظرية المتعلقة بالتعليم المصنف والتعليم اللا مصنف"متخذا التعليم المحظري مجالا تطبيقيا  لهذه الدراسة الهامة التي تتضمنت جردا شاملا للنظريات المتعلقة بالموضوع مع مناقشتها كما تشمل الدراسة  تعريفا وافيا للمحظرة في  نشأتها , وتطورها وأساليبها التربوية ,وعلاقتها بالنظام التربوي العصري والإشكالات المتعلقة بمدى جدوائية مد الجسور بين التعليمين المحظري والعصري .

ولعل موضوع الدكتورا الذي اختارالباحث والذي هو الفقه الإسلامي وتحديات البداوة من خلال تقديم وترجمة كتاب البا دية للشيخ محمد المامي  مما حفزه علي التوسع والبحث المعمق في المنظومة الإسلامية التي تعتبر المحظرة حاضنتها الأساسية .

ولاتخفى  أهمية الجوائز في تحفيزالباحثين والمبدعين والتعريف بجهودهم على المستويات المحلية والإقليمية والدولية فهي تساهم في إثراء الجهد البحثي والإبداع الفني والاجتهاد الفكري في المجالات العلمية والإنسانية من خلال خلق مناخ للمنافسة العلمية الإبداعية ومن أبرز الجوائز العالمية جائزة نوبل التي يتسلمها مستحقوها في العاشر من سبتمبر من كل سنة من قبل ملك السويد في اسوكهولم بينما يسلم جزؤها الخاص بالسلام في مدينة أوسلو وهي تشمل شهادة تقديرية وميدالية ذهبية ومبلغا ماليا يعادل مليون دلار

والجوائز ذات الطابع العالمي  كثيرة في أربا وآمريكا وآسيا وتعتبر دول مجلس التعاون الخليجي من أكثر الدول العربية اهتماما بالجوائز ومن أمثلة ذلك جائزة الشيخ راشد الإنسانية وجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم وجائزة الشيخ حمدان للبحوث الطبية المتميزة وجائزة الكويت للتقدم العلمي

 وجائزة الشارقة لتكريم دور النشر العربية

وأخيرا أقول لصديقي الباحث السفير محمد سالم ولد مولود : تهنئة على حصولك على جائزة تستحها ومزيدا من التألق والعطاء

محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم / إعلامي 

تصنيف: 

دخول المستخدم