على أثر فشله في القمة العربية الإفريقية التي اختتمت قبل أمس في مالابو بغينيا الاستوائية والتي حاولت المملكة المغربية افشالها حينما لم تفلح في طرد الجمهورية الصحراوية منها بعدما فشلت في منع البلد المضيف من توجيه الدعوة لها، اصدر المغرب بيانا ظاهره هو شكره لما سماه: "الدول التي أبانت عن تمسكها الثابت بالضوابط الحاكمة لهاته القمة" ويعني بهذا القول الدول التي انسحبت معه رفضا لحضور الوفد الصحراوي, وهي ست دول فقط بدلا من الثمانية التي وردت اسماؤها في البيان المغربي حيث ذكر الصومال وسلطنة عمان من بينها بينما بقيت هاتان الدولتان حتى نهاية القمة. وبهذا تكون 18 دولة عربية قد رفضت الانحياز لموقف المغرب المتمثل في الإنسحاب من القمة كما أن البلدان الإفريقية بكامها - 51 دولة - لم تقبل الاستجابة له.
وتُظهِر أي قراءة متأنية للبيان امتعاض المملكة المغربية من هذه القمة الإفريقية/العربية التي خيبت آمالها.
والغريب في الأمر أن المعرب ركز انتقاداته على دولة الكويت وكأنه يُحَمِّلها مسؤولية فشله في محاولاته المتكررة لإقصاء الصحراويين من القمة رغم كون الجمهورية الصحراوية عضو في الإتحاد الإفريقي.
والأغرب من ذلك أيضا أن المملكة العلوية كانت تطمح ـ حسب بيانها ـ إلى أن تفرض الكويت على الآخرين تبني الموقف المغربي . وهذا ما عبر عنه البيان علنا وبكل وضوح وبنبرة لا تخلو من ازدراء الآخرين بما فيهم دولة الكويت، لما قال إن المغرب "ليبدي أسفه للموقف الذي انجرت إليه الكويت في هذا الشأن المبدئي حينا لم تفرض، كرئيسة للقمة، عن الجانب العربي، التقيد بتلك الضوابط المشتركة بين المجموعتين".
واظهرت قمة مالابو الصعوبات التي تعترض المغرب في موقفه المتناقض الجديد من الأتحاد الافريقي. فهو يريد العودة إلى المنظمة الإفريقية في حين يرفض الجلوس فيها إلى جانب عضو ينتمي هو الآخر إلى نفس المنظمة القارية.
تصنيف: