تبين بعد اعتقال المتهمين باغتصاب بنت أبتي أنها ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها هذه العصابة جريمة بشعة من هذا النوع. بل يبدو ـ حسب موقع تقدمي نت ومصادر أخرى مقربة من الملف ـ أن أحدهم متعود على الأمر مما يجعل منه مغتصبا على التسلسل (violeur en série) كما يسميه البعض بالفرنسية. لأنه اعترف بخمسة أو أربعة حالات اغتصاب قد ارتكبها قبل هذه.. غير أنه: لا قوى الأمن ولا القضاء اطلعا عليها.. ومن المرجح أن أهالي الضحايا أو على الأقل بعضهم لم يعلموا هم أيضا بها. وذلك لسبب بسيط: المعنيات ـ وربما بالتشاور مع أفراد من أسرهن ـ قررن السكوت على هذا النوع "القبيح" من الجرائم معتبرات أن إفشاءه "يعرضنهن للفضيحة"، حسب اعتقادهن. ولا يخامرنا شك في وجود حالات عديدة مماثلة يتم التستر عليها "لتفادي الفضيحة" .
وهذا التستر أمر مقزز لا ينبغي القبول به إطلاقا، بل على العكس: يجب الوقوف ضده بحزم وعزم والعمل على فضح المغتصبين فورا وبدون ادنى تردد والبحث عنهم ومعاقبتهم.. والعمل على المساندة الفعالة للضحايا والوقوف بقوة إلى جانبهم. وهنا ينبغي التنويه بتصرف السيدة بنت ابتي وذووها الذين بادروا فورا بانذار قوى الأمن مما مكن من توقيف المجرمين في آجال قصيرة.
ولكن تعميم مثل هذا السلوك يتطلب تحسيس المواطنين جميعا ـ ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا ـ وتثقيفهم حول الموضوع بغية محاربة هذا النوع من الأعمال ألإجرامية البشعة ومخلفاتها ومضاعفتها الخطيرة التي يشكل عدم السكوت عليها خط الدفاع الأول ضمن وسائل وأساليب مكافحتها المختلفة. وفي هذا الإطار يجب العمل على توفير دعم ومرافقة نفسيين للضحايا ولمحيطهم الأسري لمعالجة العقد المحتملة الناجمة عن شعورهم بالعجز، أو بالذنب، أو بالفضائح حتى يتبينوا براءتهم ويعوا أنهم قادرون على تجاوز المحنة إن هم تعاطوا معها بشفافية وصدق بعيدا من أن يلوموا أنفسهم ومن أن يحبسوها في اجترار مؤلم وعقيم لما أصابهم.. على العكس: يجب عليهم ـ هم وغيرهم من الناس ـ أن يجعلوا من حالات الاغتصاب فرصة لاستنهاض المجتمع وتثقيفه ضد هذا النوع من الجرائم المتزايد في العالم وفي بلدنا، ومناسبة سخية للتعاضد والتضامن مع ضحاياه.
البخاري محمد مؤمل
تصنيف: