كثيرون هم الفقراء الأبرياء الذين يحتاجون بشكل صارخ لدعم من الدولة. وكثيرا ما يكون ليس لهم من سبيل لذلك. أما من ارتكبوا الجنح والجرائم.. فإن دخولهم السجن قد يكون بمثابة منفذ يفتح لهم أبواب مفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني. هذا ما يستنتج مما جرى صباح اليوم، لما استفاد 34 شخصا ـ شملهم العفو الرئاسي بمناسبة عيد الأضحى الاخير ـ من برنامج دعم أطلقته اليوم ـ الثلاثاء ـ هذه المفوضية؛ وهذا الدعم هوعبارة عن مبالغ مالية معتبرة تم توزيعها عليهم لتمكنهم " من بناء حياة جديدة كريمة تبعدهم عن عالم الانحراف وكل ما من شأنه أن يعيدهم من جديد لوضعية تحرمهم من التمتع بالحرية"، حسب ما ذكرته و م أ.
والجدير بالذكر أن اجراء مماثلا قد تم اتخاذه منذ سنوات لصالح "جهاديين" حكم عليهم بسبب جرائم ارتكبوها ذات علاقة باعمال ارهابية..ثم اطلق سراحهم على أثر الحوار الشهير الذي جرى داخل السجن بينهم مع رجال دين أوفدتهم الدولة .
وهذا النوع من الإجراءات الرامي إلى إعادة تأهيل من يوصفون "بالمنحرفين" مبرر تماما.. وصار من الاعراف والممارسات الجاري العمل بها دوليا. ورغم ذلك، فإنه يطرح استشكالات معقدة، فكرية واخلاقية، يمكن تلخيصها في السؤال التالي:
المحرومون والفقراء الأبرياء الذين لم ينحرفوا.. ولم يرتكبوا جنحة ولا جريمة.. ولم يمارسوا الإرهاب.. ولم يعرفوا السجن أبدا.. لماذا لا يكونون هم الأحق بدعم الدولة بدلا من الذين أساءوا إليها وإلى المجتمع؟
تصنيف: