وثيقة: الشنقيطي والإخوان يحكمون على زميلهم بارتكاب الجريمة قبل أن تدينه المحاكم الفرنسية... !

الوثيقة التالية  التالية -(االصورة)- لا تترك مجالا للشك: مُنظِّر الإخوان المسلمين و زعيمهم الروحي في الغرب صار منبوذا عند قومه. تغردة المختار الشنقيطي ليست منعزلة فهي تعبر عن موقف الحركة  أو على الأقل موقف جزأ نافذ منها  وبمباركة من السلطات القطرية تحت ضغط الإعلام الغربي. 

والمثير حقيقة للانتباه هو شدة ابتعاد الشنقيطي اليوم عن سيل المديح الذي كان يكيله سابقا لطارق رمضان وعن دفاعه المستميت عنه فور إعلان الفضيحة المتعلقة باتهامه من طرف نساء غربيات قدمن شكايات ضده متهمينه بمحاولة اغتصابهن والتحرش بهن.

وحول أخلاقه  و"شهامة نفسه وكرم شمائله" كما يصفه الشنقيطي، كتب هذا الاخير مقالا  في شهر يوليو 2016 تحت عنوان " : طارق رمضان.. نجمٌ أضاعتْه سماءُ موريتانيا" يرد فيه  بعنف ويندد برفض السلطات الموريتانية آنذاك اعطاء تأشيرة دخول لطارق رمضان . وجاء في مقاله:

   "تابعت له من محاضرة على مدى عقدين، وهو يحمل رسالة الإسلام وهموم المسلمين أينما حل وارتحل، بضمير حي، وعقل مفتوح، يعْرف العالم، ويعْرف الإسلام، ويعرِّف العالم بالإسلام. ثم أكرمني الله في الأعوام الثلاثة الماضية بالتعرف على الدكتور طارق رمضان عن كثب، من خلال عملي بمركز التشريع الإسلامي والأخلاق في قطر، فوجدتُ فيه شهامة النفس، ولين الجانب، وحبَّ المسلمين ، والحدْب عليهم، من أي عرق كانوا، وإلى أي بلد انتموا."(...)

ولقد رأيتُ من كريم شمائله ما ذكَّرني بما كتبه عبد الله العقيل في كتابه (أعلام الحركة الإسلامية)، عن والده الدكتور سعيد رمضان: "إن الأستاذ سعيد رمضان داعية مرهف الإحساس، كريم الطباع، جيَّاش العاطفة، غزير الدمعة، تغلب عليه الروحانية، وتأسره الكلمة الطيبة، ويتفانى في الأخوَّة الروحية، يَبكي ويُبكي إذا تحدَّث أو خطب، أو حاضر، أو ناظر، ويرجع عن الخطأ إذا عُوتب، ويستسمح إخوانه، ولا يحمل الحقد ولا الضغينة لمسلم، بل يُؤثر الاعتزال إذا ما أخطأ معه أحد، ولا يعاتبه أو يحاسبه على إساءته له".

وبمثل هذه الشمائل أرجو أن يقابل الدكتور طارق رمضان ما قوبل به من سوء الأدب على يد السلطة العسكرية الموريتانية."

كما أن الشنقيطي كان من أشد المدافعين عن طارق رمضان مرددا  كغيره من الإخوان بأن الامر مكيدة صهيونية تم تدبيرها ضده للمساس بالإسلام والمسلمين، حيث كتب:

تذكرتُ المرحوم البحَّاثة علي المزروعي هذه الأيام، وأنا أتابع محنة الأستاذ الدكتور طارق رمضان، المفكر الإسلامي المعروف، أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أوكسفورد، وفي جامعة حمد بن خليفة في قطر. فقد تعرَّض طارق رمضان هذه الأيام لحملة تشويه شنيعة في فرنسا، تصل إلى محاولة الاغتيال المعنوي. حيث رفعت ضده الكاتبة الفرنسية من أصل جزائري-تونسي "هندة عياري" دعوى بالاغتصاب، بتشجيع ودعم من اللوبي الصهيوني في فرنسا، وترويجٍ من كبريات الصحف الفرنسية وصحف النظام الانقلابي في مصر، ثم من قناة "العربية" التي ركزت في تغطيتها للخبر على كون الدكتور طارق رمضان حفيد الإمام حسن البنا، ضمن حرب مموليها ضد القوى الإسلامية المناهضة للاستبداد والفساد".

 غير أن تغردة الشنقيطي الواردة في الصورة السابقة لا تشير من قريب ولا بعيد للصهيونية ولا لإسرائيل. وكان بوسعه أن يتصور أن التهم في حال ثبوتها ربما تكون ناتجة عن فخ  وضعته الصهيونية لطارق رمضان ووقع فيه مع الأسف. وقد ورد هذا الطرح في فيسبوك على السنة بعض أنصار طارق  وبعض مناصري حركة الإخوان فور ظهور القضية.

 ومن جهة أخرى فلماذا الشنقيطي وقومه يتخلون عن زميلهم وبهذا الأسلوب العنيف  قبل صدور حكم ضده؟ هل هم نسوا  أن المرء  بريء طالما لم يصدر حكم قضائي يدينه.. وهذا بغض النظر عن كونه اعترف أو لم  يعترف بالتهم الموجهة له  ؟

وقد تناولت الصحافة الغربية على نطاق واسع خط الدفاع الجديد الذي تبناه طارق رمضان والقاضي باعترافه بمضاجعة المعنيات بعد قبولهن. وقد نشرت بالتفصيل اعترافاته الدالة على ارتكابه فاحشة الزنا، علما منه ان الزنا كما يعرفه الإسلام لا يشكل ذنبا حسب القانون الفرنسي إن لم يكن احد الطرفين قاصرا أو مجبرا على العملية. وتسببت اعترافاته في صدمة قوية لحركة الإخوان المسلمين في فرنسا وخارجها. وسارعت بعض زعامات الحركة  إلى محاولة تدارك الموقف بغية التخفيف من وقع العاصفة الإعلامية دون انتظار قرار القضاء. فتخلوا عن زميلهم كما فعل الشنقيطي مُصْدرين بذلك حكهم عليه.. وكأنهم في سباق مع القضاء الفرنسي والغربي الذي ما زال في مرحلة التحقيق.

البخاري محمد مؤمل

تصنيف: 

دخول المستخدم