وإذا المؤودة سئلتْ... فسوف يجيب الناس: عقدة الذنب عند الجنس اللطيف...!*

 إن أولَّ محفز على الاغتصاب بالنسبة لمرتكبه هو أنه لن يُعاقَب،لا اجتماعيا ولا قانونياً..
في القرون الوسطى، في أوروبا، كان أقل خطورة من اللواط بين الرجال، كما بين ذلك اختصاصي في التاريخ جورج فيگاريللو في كتابه " تاريخ الإغتصاب".. لن يتم تجريم الاغتصاب إلا في الثلث الأخير من القرن العشرين في فرنسا؛ قبل ذلك، حتى وإن كان الإغتصاب محرماً شرعاً من طرف الكنيسة و قانوناً، إلا أنه نادراً ما كان يتعرض مرتكبوه للتقاضي. متابعة المغتصب كانت تقوم فقط في حالة قام المالِك المذكر -الأب، الأخ أو الزوج- بتقديم شكوى لأن ممتلكاته تعرضت للضرر فجسدُ المرأة لم يكن ملكاً لها، بل كان ملك أول من استولى عليه..
في القرون الوسطى، كانت تجوب الشوارع فِرَقٌ من الشباب الغرار المشَبَّعين بثقافة الاغتصاب والمتعطشين لإثبات فُتُوَّتهم من خلال الطقوس الرجولية التي كانت تقتضي اقتحام القصور و الْقُرَى. كان من ضمن هذه الطقوس ارتكاب اغتصابات جماعية و مُتتالية مثيرة لإعجاب الآخرين بهم و محفزة على منافستهم.
هذه الطقوس كانت آمنة تماما، ذلك أن الشابات المُتعرضات لها كُنَّ يُعتبرن بطبيعة الحال راضيات عنها ما دُمْنَ لم يتمكنَّ من الدفاع عن أنفسهن؛ ولأنهن كُنَّ يدرين أنهن فقدنَ شرفهن، كُنَّ في أكثر الحالات يُفضلن السكوت. هنَّ يعرفن أنَّ قيمتهن الشرائية انتقلت في لحظات من تجارة مربحة و غالية إلى بضاعة فاسدة، و يعرفن انهن لم يَعُدْنَ يَصْلحنَ للزواج ، وأن لا مخرج لهن سوى الدعارة..
فتيات ضائعات..
بعد تعرُّضِهنَّ لكل ذلك العنف عليهن الآن انْ يُواجِهْنَ العار و الْخِزْي، بينما المجرمون كانوا ولا يزالون مُخْتَبِئين دائماً وراء نفس العُذْر: "إنها هي من أثارتني، و لم تُبْدِ تمنُّعاً كبيراً، واضح انها راغبة في ذلك"..
وبما أنَّ شهادة الرجل كانت مُنذُ القدم -ولا تزال- أكبر وزناً من شهادة المرأة، كان الأمر قد قُضِي عليه. أما العقاب فقلَّ من يتعرض له..
اليوم ، أصبح الاغتصاب جريمة، ورغم ذلك ما زال الثابت نفسه، العار و الذنب يلتصقان بالضحية ويحولانهِا إلى مُذْنبة.. كم من ضحية للاغتصاب يسرح الجاني عليها و تبقى قابعة في السجون بتهمة الزنا
مهما كانت صغيرة!..
إننا لا نُصدِّق البنت إلا إذا كانت خارجة لتوها من المهد.

المصدر : صفحة ⵍⴰⵢⵍⴰ ⴼⴰⴹⴻⵍ على الفيسبوك.

*العنوان الأصلي للنص هو : "تبرير العنف عن طريق إستخدام عقدة الذنب عند النساء" . اما العنوان الحالي فقد وضعته هيئة التحرير بموريتانيا المعلومة .  

تصنيف: 

دخول المستخدم