مكانة التاريخ في أعمال جمال ولد الحسن

لقد سطع نجم كتابات جمال ولد الحسن[1] وهَاجا في فضاء دراسات الشعر الموريتاني  و أسالبه وذاع صيته كأستاذ بارع للغة العربية و آدابها  غير أن عبقريته الفريدة لم تقتصر على هذا المجال بل فاض عطاءه ليشمل البحث التاريخي فألف في تحقيق مصنَفاته المحلية ونشر المقالات الرصينة في  مسائله الجوهرية مع أنه رام التوكؤ على هذا الفن في ممهدات أعماله النقدية.

إن هذه الملاحظات الأولية تبرز بجلاء علاقة الرجل بالتاريخ و حريَ بنا حينئذ أن نتساءل عن الأسباب التي جذبت هذا العبقري إلى حقل التاريخ و يترتب على ذلك أسئلة أخري: فهل درس التاريخ كسبيل لفهم الأدب والتعرف على ظروف نشأة الشعر وتطوره أم ساقه التاريخ إلى الاهتمام بالشعر وهل سلك مسالك المؤرخين في تناول التاريخ أو اكتفي بنهج النقاد والأدباء ويعني كل ذلك محاولة معرفة مكانة التاريخ في أعمال جمال وهو ما سنحاوله بالرجوع إلى أهم أعماله. وسنتبع في هذا لاستقراء ثلاثة مباحث أولها العوامل التي قد تكون ساعدت المؤلف على الميل إلى التاريخ و الاهتمام به أما الثاني فهو المحفزات والمنهج  ثم نفضي إلى ثالثها وهو الإسهامات في تاريخ البلد والمجتمع.  ....

     1 عوامل موجهة

  1. الوسط العائلي و العشائري

هنالك عدد من العوامل قد تفسر ميول جمال إلى التاريخ وانجذابه إليه  ومن أول ذلك الوسط العائلي فنحن نعرف مثلا أن مكتبة عائلته تحوي فيما كانت تحوي أمهات كتب التاريخ الإسلامي و كتاب جده بابكر ولد حجاب مؤلف منظومة في تاريخ إمارة الترارزة[2] ومخطوط حوادث السنين لوالده محمد عبد الله ولد الحسن[3] ونسخة من التكملة لمحمد فال ولد بابه[4] وأخري لوفيات الأعيان لبابه ولد أحمد بيبه[5] . فقد عاش صاحبنا منذ صباه في وسط عائلي مهتم بمصنفات التاريخ القديمة و المخطوطات المحلية كما أنه لاشك قد بلغته في طفولته أصداء المؤلفات المحلية التي كانت متداولة في منطقة إكيدي[6] ككتابات محمد اليدالي ولد محمد سعيد[7] و والد بن خالنا[8] وولد جنكي[9] و طوارئ  ببها ولد العاقل[10] ويعني هذا أن ظروف النشأة كانت مساعدة على تبلور وعي تاريخي مبكر لدي جمال مما يعزَز قابليته لفهم هذا الفن و الانخراط في سلكه ثم إن هذا الاستعداد قد يعضده العامل الأكاديمي و المهني.

  1. بيئة البحث

إنَنا إذا تتبعنا المسار الأكاديمي والمهني  لجمال سنجد أنه درس في تونس ودرَس بانواكشوط وعمل مدة بالرباط  وكلها محطات كان لها الأثر الأكبر في اعتنائه بالتاريخ وتأثره ببعض الموثَبات. فقد عايش نهضة علمية مهمة إبان دراسته بتونس ولاشك أنه استقي من ذلك الجو منهجه العلمي الرصين الذي لا نصادفه عادة عند أهل الأدب أما في مدرسة تكوين الأساتذة فقد احتك بمجموعة من الباحثين المتشوقين إلى نفض الغبار عن التراث ولئن كان جل اهتمامهم قد انصب على جمع المدونات الشعرية فإنهم كونوا خلية بحث و بيئة مواتية لجمع شذرات من أخبار الماضي كان صاحبنا هو مهندسها وأفاد فيها واستفاد و بموازاة مع ذلك قارب هذا المسعى معاشرة صاحبنا للدكتور محمد المختار ولد اباه ويحي ولد البراء ومحمذن ولد باباه و ربما يكون هؤلاء هم الذين يقول عنهم :"لقد عقدنا الحزم صحبة نخبة من الباحثين"[11] ولئن كان هؤلاء إنما يتناولون التاريخ على وجه مدخل للدراسات الأدبية و الفقهية فإنه بمقدورنا أن تفترض أن تلك النخبة سعت إلي جمع وتحقيق نصوص الفقه من نوازل وفتاوي ومراسلات لمشايخ الصوفية لمعرفة ماضي أرض أعرض أهلها عن كتابة التاريخ فكان استنطاقهم  لهذه النصوص بحثا عن التاريخ بعد أن عزَ عليهم في "شكله الطبيعي" أي من خلال كتب التاريخ ومهما يكن من أمر فإن ارتباط جمال ولد الحسن بهذه الكوكبة من الباحثين ومعايشته لما يشبه نهضة في البحث عن التراث و تحقيق مناط الشخصية الثقافية لا بد أن يتولَد عنه تلاقح ثري ساهم في شحذ همته و نضج الوعي التاريخي لديه.

ج/ نهضة الثمانينيات: يمكن أن ننبه هنا أنه مابين السنتين 1985 و 1995 نشرت وأنجزت أعمال أساسية ستبقي مرجعية لما بعدها نذكر منها أطروحة عبد الودود ولد الشيخ "البداوة و القبائل و السلطة" و "التكملة" لمحمد فال ولد بابه" و "المنارة و الرباط" للخليل النحوي و "نصوص محمد اليدالي" و "منظومة ابن حجاب" و "أزمة القرن السابع عشر" لولد السعد و"الجغرافيا" لولد حامدن و "الآبار" لمحمد ولد أحمد يوره وأطروحة ددَود ولد عبد الله عن "الحركة الفكرية في بلاد شنقيط" و"إمارتا إدوعيش و مشظوف" لبابه ولد الشيخ سيديا وأخيرا كتاب "الشعر الشنقيطي في القرن الثالث العشر الهجري" لصاحبنا ويعني ذلك أن هذه الفترة عرفت فعلا نشاطا علميا عصريا غير مسبوق وتثمين كبير للتراث  فأوجد بلا شك وسطا ملائما لعطاء صاحبنا المسكون أصلا  بهاجس التحصيل في هذا المجال والمتوفر على مؤهلات عالية وفريدة جعلته جذيلها المحكك .

 ج/الوسط المهني: وفي خضم هذه الظروف ينتقل صاحبنا إلى الرباط كخبير للمنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة (إيسيسكو) فيصبح مكلفا بحكم مهامه الرسمية بجمع التراث و تطوير الثقافة وهي قضايا كان قد أعد لها عدته و كرَس لها جهوده فكيف إذا أوكلت إليه وأصبحت من مصادر رزقه إن تطابق أهداف وميول الباحث وكفاءات الباحث مع مهامه الرسمية من أوكد أسباب النجاح ومن أضمن طرق العطاء ولذا فيمكن أن نجزم أن التحاق صاحبنا بهذه المنظمة كان من محفزات دراساته ونجاحاته العلمية. إننا نلاحظ في مواطن من أعماله تلك العبارات الرسمية التي توحي بالمهمة التي كلف بها والتي صادفت هوي عنده حيث يذكر مثلا في مقدمة ضالة الأديب "اهتمام الاسيسكو وعنايتها بالتعريف بالتراث الثقافي الإسلامي"[12] كما يتحدث في نفس المقدمة عن " الأخوة بين الشعوب في نطاق المرجعية الحضارية الإسلامية"[13] كما نجد في مقدمة التكملة عتب القطر الموريتاني على الأمة العربية و الإسلامية الذي"يظلمه إخوانه إن لم يعينوا على التعريف به"[14] وهو نفس الانشغال الذي يعبر عنه في مقدمة الآبار بحديثه عن نقص المكتبة العربية "في ما يتعلق بتاريخ بعض أقطار عديدة من بلاد العروبة و الإسلام"[15] وهنا نلاحظ إقحامه لإشكالية البحث عن التراث الموريتاني و هي قضية وطنية في مشاغل المؤسسة التي ينتمي إليها وهو بذلك يفلح في توظيف وظيفته في تحقيق إنجازات معرفية لصالح تراث قومه وهذا لعمري من أنبل المساعي ومن أكثرها ابراكماتية أيضا  ثم إنه كان في الرباط معهد الدراسات الإفريقية الذي عني بتلك الفترة بالتراث الموريتاني كما يذكر ذلك مديره في تقديمه لكتاب الآبار[16] ونعرف أن تحمس صاحبنا لانتدابه إلى تنبكتو كمدرس للعربية لغير الناطقين بها يدخل في ذلك المسعى إلى البحث عن تراث بلده والاستفادة من كل سانحة لبلوغ تلك الغاية. فقد اجتمعت لصاجنا إذا ظروف مواتية لانجاز دراساته و بحوثه غير أنه علينا بعد أن تعرفنا على العوامل المساعدة في وسطه العائلي و العشائري  و العلمي و المهني أن نعرض بعضا من محفزاته و ملامح منهجه؟

2/ المحفزات و ملامح المنهج                            

أ/ المحفزات: يذكر جمال ولد الحسن في ثنايا كتاباته دوافع البحث وكيف أنه يتبناه كقضية وواجب كفاية ولم يفتأ يستحث الباحثين على أن يسلكوا مسلكه في القيام بهذا الواجب وقد تعددت المسوغات التي ساقها لتعليل شغفه واهتمامه بالتاريخ  فنجد أحيانا أنه أراد أن يستدرك على دراسات سابقة ويوضح رأيه في شأنها ومن أمثلة ذلك تعقيبه على الدراسات المتعلقة بحرب شربيبيه  في مقال " حركة الإمام ناصر الدين و منزلتها في تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا" وإبراز أهمية هذه الحركة في الأحداث اللاحقة بأرض السودان الغربي كالجهاد الفلاني ومن نماذج ذلك أيضا ما كتب بخصوص الحاج عمر[17] وتبيينه لعلاقاته بالضفة اليمني كما كان جمال يشكو من غياب دراسات محلية وهيمنة الأعمال الغربية فتناول ذلك من وجهين أولهما تعذر تطلَع الجمهور على ما ورد في هذه الدراسات لوجود حاجز اللغة وثانيهما عدم تمكن المستشرقين من قراءة صائبة للمظاهر التاريخية أو تعمدهم تحريفها لأغراض خاصة بمشاريعهم. فمن مآخذه على هؤلاء مثلا عدم رجوعهم إلى المصادر الأصلية ولغتها الأولي مما يجعلهم "يخرجون بتصور مغبوش ومعلومات بها هشاشة واضطراب"[18] فدفعته هذه المواقف إلى الكتابة لهدف التصويب والاستدراك "اثراء و إكمالا"[19]

ب/ المنهجية: تميز منهج جمال باعتماده النهج العلمي العقلاني و تصور البحث العلمي على شكل حلقات متتالية يكمل بعضها بعضا و بنيانا يشيد بالتدرج مع الإلحاح على أهمية تعدد الاختصاصات و الاستفادة من تنوع المقاربات وكل هذا يقربه من المناهج العصرية للتاريخ وأدواته فلنبدأ بعموميات منهجه حتى نمهد لمنهجه في التاريخ و في التاريخ الثقافي على وجه الخصوص لإبراز علاقة الأدب بالتاريخ من زاوية أعماله .

عمد جمال في تناوله للمادة المعرفية إلى نقد المصادر واحتاط لنفسه عندما انتدب "مسافة معرفية بين الخطاب وموضوعه"[20] كما كان على قناعة بأنه لن يتأتي تخطي الأزمة المعرفية إلا إذ ا تم إخراج النصوص التاريخية التي كتبها أبناء البلد "إخراجا علميا صحيحا يلتزم مقاييس التحقيق القويم الصحيح "[21]  كما يذكر في موقع آخر أنه يسير على " هذا الضرب من الاحتراز والاستغلال المتكامل "[22] للمصادر وتتضح معالم هذا المنهج في بعض الجزئيات نجملها في كونه يروم نقد المصادر ويستعمل تحليل العوامل وتصويب الأخطاء ويتحري تنوع المصادر ويلجأ للتأويل و الافتراض ويقوم بالاستنتاج ولبيان كل هذه الأوجه نستعرض الأمثلة التالية.

نجده مثلا يناقش ما جاء في مؤلف التكملة عن تاريخ وفاة كل من أعمر أكَجيل و ابن رازكة[23] كما يلاحظ انفراد المؤلف باعتبار الشرقي بن هدي من بين أمراء اترارزه[24] وقد أسهب في تحليل و توضيح العوامل التي دفعت بعض علماء أرض شنقيط إلى دعم الحاج عمر[25] و من أمثلة التصويب ما عالج به أخطاء بول مارتي Paul Marty في الصفحات 28 و39 و 49 من تحقيق التكملة[26] كما أبان عن تأسفه لغياب مصادر مناهضة للحاج عمر[27] أما لجوءه إلى الفرضيات فقد أقرَ بشأنه أن الفجوات الوثائقية " لا يسدها إلا بالافتراض"[28] وهو كما هو معلوم مرتبة من الاجتهاد في علم التاريخ ومن استنتاجاته في التكملة محاولة تحديد وقعة تنياشل[29] و كذلك الاستقراء التاريخي الذي أوصله إلي أن أديكه الاكرع المذكور في التكملة هو وديكه ابن النبيكَه الذي عده صالح بن عبد الوهاب من عظماء أولاد أمبارك[30] .

لقد غلب على مقاربة صاحبنا إيمانه القوي بتداخل العلوم وتشابك السياقات المحلية و العالمية حيث يقول مثلا  أنه علينا أن"تستفيد من علوم اللسان والاجتماع و التاريخ  في تمازجها الخصيب"[31] كما يتمثل العلم كحلقات يتراكم سابقها على لاحقها عن طريق تكامل جهود أجيال الدارسين و توالي مشاريع  الباحثين وكان مولعا بتكميل الأعمال و حث الباحثين على اقتفاء أثره في البحث و التحقيق وكأنه يريد تجنيد جيش من الدارسين لهذه المهمة الجليلة التي سن سنتها.

يقول صاحبنا في خاتمة مقاله عن حركة ناصر الدين:"لعل هذه الوريقات تكون فاتحة اهتمام بهذه الظاهرة و مثيلاتها يتعاون في انجاز مهامه الباحثون و تمتزج في مصبه حقول الاختصاص فيثري معرفتنا بماضينا وينير تصورنا لمستقبلنا ويؤصل فقهنا بنا"[32] ونجد في عديد المواطن إصراره على الاستمرار في البحث وتبني المشروع تلو الآخر مما يبرز قوة عزيمته و صلابة إرادته. فنجده عند تناوله لقبيلة أولاد آكشار يقول:"هذه مجموعة من القبائل العربية ذات دور ثانوي لم يهتم بها المؤرخون ونحن على وعينا بأهمية تتبع مسارها الدقيق نؤجله إلى متسع من الوقت ومزيد من الاكتشاف"[33]

 كما وعد بتحقيق الحسوة البيسانية [34] أما استنهاضه لهمم الباحثين وحثهم على العمل في مشروع جامع ينتشل تراث البلد من الضياع فنجد نموذجا منه في قوله "وبعد فان هذه المحاولة في تحقيق الكتب ليست إلا اجتهادا (..) فغاية مطمحها وضع النص بين أيدي الباحثين واستثارة هممهم لإغنائه وتوضيحه ونشر نصوص أخري من تراث هذا البلد المجيد"[35]

الأدب و التاريخ:

بعد هذه الفقرات التمهيدية للسياق يمكن أن نلج موضوع علاقة الأدب بالتاريخ في أعمال جمال و كيف أنها هي القنطرة بين صاحبنا والتاريخ وتبرز جل ملامحها في أطروحته الشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر حيث يعبر عن ضرورة الاعتماد على التاريخ لكنه يراوح بين الاعتراف الصريح بتبوئه مقام المؤرخ و وتبرئه من هذا الفن الذي يعي أنه لا مناص من التوكؤ عليه لكنه من إعلانه الأول على أنه يقتصر على تمهيد تاريخي نجد أنه سيتوغَل شيئا فشيئا في هذا الفن. فقد قال مثلا في البداية : " نخصص لهذه الدراسة مدخلا تاريخيا نوجز فيه المعلومات المفيدة لتأطير صورة المجتمع الذي عاش فيه الشعراء"[36] فهذه الفقرة توحي بأن المؤلف سيقتصر على التمهيد التاريخي لدراسته الأدبية أو استغلال معطيات تاريخية لتوضيح السياق التاريخي لعمله في أطروحته عن الشعر غير أنه ما يلبث أن يغوص في التاريخ عندما يقول مثلا في شأن تسمية الأرض (الكل) بشنقيط (البعض) أنه لا بدَ من الرجوع  " للمنطق التاريخي أن يتساءل عن أسبابه وتاريخ ظهوره..."[37] ثم يصرَح بعد ذلك بقوله " نحاول أن نباشر الموضوع مباشرة تاريخية علَنا نحصل منه إلى تصور مستقيم نعتمده"[38] ومع هذه المباشرة و اللجوء للمنطق التاريخي فإن صاحبنا يعتذر عن ارتداء ثوب المؤرخ ويدعي إنه "ثوب إن ارتداه دارس الأدب اليوم فمكره لا بطل"[39] وأن التاريخ ليس من اختصاصه وأنه يعي " خطورة الإفراط في التاريخية على الأدب"[40] ثم يعترف بعد ذلك أنه يريد "رسم تاريخ عام مركزا على الفترات الأقرب إلى القرن الذي ندرس ومتدرجا من السياسي الاجتماعي العام إلى الثقافي"[41] وأنه لم يثنه عن الربط المباشر "بين مفاصل الزمان الأدبي وأمهات الأحداث التاريخية" إلا لكون "العلاقة بين الشعر و السياسة كانت واهنة في شنقيط"[42] غير أن أوضح تعبير عن موقفه من التاريخ في تداخله مع الأدب هو ما نجد في الفقرة التي يقول فيها: "لقد حرصنا على إتباع ما دعا إليه علماء الاجتماع أنفسهم من اجتناب اتخاذ الأدب وثيقة لفهم المجتمع وكتابة تاريخه منفردا بل رأينا من الجدي البحث في علاقة الأدب بالتاريخ بعد معرفة التاريخ من مصادره غير الأدبية"[43] ويعني هذا بشكل عملي أن صاحبنا سيدرس المواضيع التاريخية بواسطة مصادر التاريخ وأدواته وهكذا يخرج من الالتباس بين الفنين وعليه فإنه يمكن أن نعتبر أن تمهيده التاريخي لعمله في النقد يمكن أن يصنَف مع أعماله التاريخية ولكن دراسات جمال لا تقتصر على مقدمات تاريخية لأعمال أدبية بل سيرتدي فعلا جلباب المؤرخ ويصدر مجموعة من الأعمال التاريخية نبرز فيما يلي أهم مساهماتها

3/ الإسهامات التاريخية لجمال ولد الحسن    

لقد أنجز صاحبنا بالفعل أعمالا تاريخية محضة يتمثل أبرزها في تحقيق كتابي التكملة و الآبار بالإضافة إلي مقالاته التي تناول فيها حرب شرببيه و حركة الحاج عمر وإن كان من غير الوارد تتبع مضمون هذه الكتابات فإنه من المفيد لموضوعنا أن نحاول حصر إسهامات جمال ولد الحسن في تاريخ موريتانيا كما يستنبط من كتاباته  في هذا الفن .

إن استعراض هذه الكتابات يمكن من إبراز تناولها للمشاكل الكبرى للتاريخ الموريتاني بدءا من مسألة نقص النصوص التاريخية إلى معضلة التحقيب مرا بمسائل العلاقات بين مكونات المجتمع و التعايش.       

المسألة التاريخية وعراقيل البحث

لم تغب عن صاحبنا ملاحظة أول معضلة تعترض سبيل دارس تاريخ موريتانيا و هي غياب أو ندرة النصوص التاريخية في هذه الأرض التي "أغنت الأنساب فيها عن الخوض في التاريخ"[44] فيعرفها أولا على أنها  "مسألة تاريخية أي مسألة بناء المعرفة المتعلقة بالماضي ترتيبا وفهما وتأويلا"[45] لكنه لا يكتفي بإثارة هذا الموضوع بل يقترح تفسيرا مقنعا للظاهرة بالقول أن اهتمام النخبة بالعلوم الدينية والبنية الاجتماعية و غلبة القبائل و الإمارات منعت كتابة التاريخ[46]. ثم شرع بعد ذلك في وصف المشكلة في طور الاستعمار عندما وجد أهل البلد أنفسهم في مقابل أجنبي يلح لمعرفة الماضي مما أجبر النخبة على التعامل مع هذه الإكراهات الجديدة عن طريق القيام بصياغة نصوص موجهة لهؤلاء الإداريين الفرنسيين[47] وقد أفلح صاحبنا في التنبيه إلي أن " هذه الكتابات التاريخية في أول عهد الاستعمار هي رد معين على السؤال الدائم الذي كان يطرحه الاستعمار-الاستشراق : من انتم؟"[48] كما أنصف في تقديرها بعد ذلك واعتبارها مهمة في حد ذاتها بما توفره أولا من معلومات مفيدة ثم "لكونها تعبير عن وعي تاريخي في مرحلة معينة من أحرج مراحله."[49]  فهذه القراءة المتبصرة في مسألة الوعي التاريخي و البحث في علته و سبر مراحله من المساهمات القيمة في موضوع علاقة المجتمع بالتاريخ.

من ناحية أخري نجد في كتابات جمال معالجة لبعض المشاكل التي تمثل عراقيل للبحث التاريخي فهو مثلا يبرز مسألة المناقب حيث يتحسَر على صعوبة الحصول على "معلومات تاريخية عن حياة أعلام هذا البلد "[50]و يشير خاصة إلى أنه "في الحالات النادرة التي يهتم القوم بتراجم أعلامهم فإنها لا تكاد تسلم من التمجيد و الإطراء يحولانها مناقب و كرامات فيغيب خلفها تحديد السنوات وأسماء الرجال و عناوين الكتب" فهو يبين حينئذ أن غلبة المناقب على ما ورد من أخبار الماضي قد حجب الوقائع التاريخية و المعلومات المعينة على اكتشافه مما يترتب عليه ضرورة التحفظ عند استغلال هذه التراجم وصعوبة.استنطاقها بشكل لا يقبل الجدل ودخولها في صنف عراقيل البحث التاريخي وقد نبَه في موطن آخر من نفس الدراسة إلى تقليد إدعاء عمر الثلاثة و الستين [51] وهي ظاهرة مرتبطة بمسألة المناقب وتحول دون تبني التراجم أو تضفي عليها في أحسن الحالات ضباب الشكوك و لبوس الريبة حارمة المؤرخين من الاستفادة منها.

ثم يتعرَض صاحبنا كذلك لعرقلة أخري من عراقيل البحث التاريخي تتمثَل في أمر الترجمة التي يتناولها من وجهين أولهما تعسَر الاطلاع على المراجع لأن جلها مكتوب بالفرنسية و الانكليزية و ثانيهما كون الترجمة غير دقيقة ومضلة للباحث وفي هذا المجال قام صاحبنا بدور المترجم والمسهل والوسيط بين المثقفين الناطقين بالعربية والمنشورات العلمية الأجنبية  فكفي الناس مئونة الترجمة بتقديم صياغات عربية مفيدة للباحث. أما الوجه الثاني لهذا الدور فهو الترجمة كما فعل عند مراجعته لترجمة بول مارتي لكتاب الآبار و قد لفت الانتباه إلي "الأخطاء الكثيرة و الوهم الذي سقط فيه الذين لا يفترون عن جمع الأخبار دون تمكنهم من ناصية اللغة العربية" [52] وكان ذلك ما حدا به إلي إعادة ترجمة هذا النص.    

 

 

  التاريخ الجامع

لعل من أبرز خصوصيات معالجة جمال لإشكاليات تاريخ موريتانيا إصراره على أن يشمل البحث جميع المكونات الثقافية وأن يبرز التداخل بين الثقافات المختلفة و يتجسد ذلك في إصراره –عكسا لكثير من المؤرخين- على إقحام تاريخ سكان ضفة نهرالسينغال و عدم إغفال المكون الصنهاجي للمجتمع.

لقد اعتمد جمال على مقاربة دينية جهادية و آثرها على ما سواها من عوامل التأويل[53] للتأكيد من ناحية على أهمية النتائج السياسية لحركتي ناصر الدين و الحاج عمر وللتنبيه من جهة أخري إلى دور هاتين الحركتين في تداخل المصالح وتآلف المساعي ووحدة المصير بين أهل الضفة وسكان الشمال.         .فهو يريد من خلال تبني هذه المقاربة " جلاء هذه الصورة التي بهتت" [54]واكتمالها بمعرفة أخبار ما وقع في الضفة كتتمة لما حصل في أرض الصحراء المصاقبة شمالا. فقد قام مثلا بدراسة مسألة شرببيه كخلفية تاريخية لجهاد الفلاَن ودولهم من الألماميات إلي الحاج عمر وفي مقابل ذلك فأنه يبرز تطلع طبقة الزوايا في العهد الحساني ودعمها لتلك الدول و الحركات[55] وهو في كل ذلك يسعي ألي بيان العلاقات ووحدة المصير بين بلاد شنقيط و ما والاها من بلاد السودان و يعني قبل كل شيئ أرض والو الولفية غربا وإقليم فوتا شرقا الذي يقطنه الناطقون بالبلارية. إن دراسة المجتمعات المكونة لما سيطلق عليه موريتانيا لاحقا يشكل معضلة منهجية تعترض الذين يرومون تأسيس تاريخ وطني وقد تفاداها جل المؤرخين بالتكفل بالنطاق الشنقيطي دون ما سواه غير أن صاحبنا تنبه إلى مباحث تتقاطع فيها مكونات المجتمع و مناطق المجال مثل الإسلام المجاهد الذي مكنه من البحث في تاريخ جامع يبدأ من عهد المرابطين إلى حركة الحاج عمر مرورا بحرب  شرببيه[56] فكان في كل هذه المحطات يلح على تأثر أحد المجالين (شنقيط أو الضفة) بما يجري في المجال الآخر موضحا ذلك التفاعل وما ينجم عنه من تعزيز للروابط بين المجالين. فيمكن أن نذكر أن المرابطين كان من ضمنهم كتيبة من التكرور و تأثر الجنوب بجهادهم وساهم في نشر إسلام سني ثم إن حرب شرببيه اكتسحت بسرعة ضفة النهر و تسببت في انهيار ممالك السودان وأسلمة الرعية وأما عهد الألماميات التي تعتبر من نتائج حركة ناصر الدين فكان سكان الشمال يتطلعون فيه إلى تحقيق ما أنجز على الضفة كحل لمسألة السيبة وهو نفس التطلع الذي كان يخامر طبقة الزوايا في أيام جهاد الحاج عمر.

أما المجال الجامع الآخر في مقاربة صاحبنا فهو قبوله للمكون الصنهاجي في تراث هذه الأرض واعتباره قضية جوهرية في تاريخ البلاد حيث وصف ظاهرة التعرب ب "الحدث الحضاري" و أبرز على الخصوص مفارقة اختفاء "الذاتية الثقافية غير العربية" في حين أن ما تبقي من الناطقين بالصنهاجية "لا تقبل إلى غير العرب انتماء" كما نبّه إلي تفرد موريتانيا بهذا الموقف لأمازيغها مقارنة مع أقرب الدول إليها[57]. وهكذا فطن صاحبنا لهذه الظاهرة الجوهرية في تاريخ البلد بما سيترتب عليها من نتائج كبري سواء على تطور انخراط صنهاجة في الثقافة العربية  أو على تحول بنية المجتمع إلي النسب الأبوي و تغير شجرات الأنساب إذ مثَل ذلك بالفعل مرحلة فاصلة في تاريخ هذا البلد. إن من مظاهر الاهتمام بهذه اللغة ما نلحظه عند صاحبنا من عناية برسم "أسماء الإعلام بأقرب طريقة ممكنة لنطقها"[58] وهو يرمي بذلك إلى المحافظة على مراحل " التطور اللغوي" حتى لا "تطمس معالم المجتمع الذي نريد أن نسجل تاريخه"[59] وقد بيَن في نفس السياق "أهمية الأعلام خاصة المكانية في التعرف على الأرض ومعرفة أحوالها"[60] وإذا عرفنا أن جل الأعلام المكانية في ما أصبح يدعي موريتانيا يعود لآصل صنهاجي اتضحت لنا الأهمية التي يوليها جمال لهذه اللغة و مكانتها في تراث البلد و اعتبار آثارها من مصادر التاريخ وهو بذلك يبتعد عن تعاطف أعمي مع اللغة العربية يتنكر للغة صنهاجة مما قد يخلَ بالبحث التاريخي الجاد وقد يستغرب هذا ممن كرَس أهم دراساته للشعر الفصيح وغير بعيد من هذا المجال تجدرا لإشارة إلي أن جمال هو الوحيد الذي عبَر بشكل واضع عن مشكلة أساسية لفهم طبيعة الإسلام السابق للمرابطين عندما ذكر"الحاجز البربري البدعي" بين إفريقيا الساحلية من جهة و شمال إفريقيا الذي أخر طويلا الاحتكاك ويفصل هذا الحاجز بالكلام عن برغواطة و بني مدرار و الرستميين[61]  إذ أنه من المعلوم أن هؤلاء هم سكان الحواضر التي تنطلق منها التجارة عبر الصحراء مثل سجلماسة و تاهرت وهي أصل نمط من الإسلام أغلب الظن أنه معتزلي مما يكون مسوغا أساسيا للإصلاح المرابطي.         

العصر العريض[62]  

تناول جمال مسألة بالغة الأهمية في تاريخ موريتانيا ألا وهي قضية التحقيب فمن المعلوم أن التحقيب الذي وضع على أساس مجمل مراحل التاريخ الأوروبي لا يناسب أطوار تاريخ هذه البلاد وقد حاول كل باحث أن يبتكر تحقيبا يكون الأقرب إلي التقسيمات الكبري لماضي البلد وهو مسعي صرَح به صاحبنا عند قوله " ونحن نسعي الى ابتكار "تحقيب" متميز لتاريخ المجال الشنقيطي"[63] غير أنه أبدع في هذا المضمار أيما إبداع ووفق في تمييز فترة لم بهتد إليها الآخرون.فكأن الباحثين صرفتهم اهتماماتهم عن الفطنة إلي ما تنبه إليه صاحبنا فمنهم من انكب على قضية العلاقات التجارية وأثرها على بنية السياسية للمجتمع كما في دراسات ولد السعد ومنهم من استوقفه أمر البداوة والقبيلة وتفاعل السلطة معهما كعبد الودود ولد الشيخ ومنهم من شغلته الموسوعية والطموح العلمي والهوس بالإتقان كمحمد ولد مولود وآخر آثر النظر في التاريخ الثقافي في المدة الطويلة في حين غاص جمال في دراسة التاريخ الثقافي في العصر الحديث وسياقات الإنتاج الشعري فأوصله ذلك إلي اكتشاف جوهري لحقبة من التاريخ الموريتاني أطلق عليها تسمية "العصر الحساني" الذي بلغ أوج ازدهاره في القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) وهو القرن الذي اختار كإطار زمني لدراسته وقد عَرَفه على أنه العهد الذي بلغت فيه الإمارات "أوج سلطتها واكتمال سلطانها كما شهدت فيه أعنف أزماتها واعتي صراعاتها في تشابك صميم بين داخلي النزاعات وخارجيها"[64] ونكاد نجزم أنه الوحيد من بين المؤرخين الذي وفَي هذا القرن حقه في الدراسة وصفا وتحليلا و أبرز أحواله السياسية والاجتماعية فقد أفرد فقرات طويلة لتوضيح ما آلت إليه علاقة حسان الوافدين بسكان الأرض الأصليين من صنهاجة فبيَن صعود قوة الزوايا القائم على أهم الموارد الاقتصادية من تجارة و زراعة و رعي واستغلال قوتها العقدية في حماية مواردها من العابثين و ميل الميزان الديموغرافي لصالحها بفضل السلم عكسا لما أوقعته الحروب في صفوف حسان[65] وقد أسهب صاحبنا في تتبع أسباب ذلك التفوق الذي سيمثل مهادا للنهضة الثقافية  إذ أن الاستبداد بالحياة الدينية والفكرية سيكسب الزوايا السيادة العقدية في المجتمع مما يجعل عتاة الأمراء يستنجدون بهم  ويستفتون و يتبركون وستتعزَز هذه الظاهرة عند ظهور أقطاب التصوف[66] وحري بنا في هذا السياق أن نذكر أن هذا القرن هو قرن العظماء من الأمراء و العلماء والمشايخ  .

عندما رجع صاحبنا إلى تعليل السياق الأدبي أوَل القطيعة بين الشعراء و الأمراء بعزلة " النخبة العلمية عن سلطة غير تابعة لها اقتصاديا ومستقلة عنها في نظامها التربوي"[67] و من هنا جاء تأويله لكثرة مدائح المشايخ مقارنة مع العدد المحدود لما قيل في الثناء على الأمراء.    

خاتمة

لقد عرضنا في هذا المقال الوسط المحفز للبحث في التاريخ واستعرضنا القضايا التي شغلت جمال قبل أن نفضي إلي إسهاماته في كتابة التاريخ الموريتاني الذي تناول جل كلياته واجتهد في مجملها و قد استوقفتنا في هذا المقام مفارقة كبري تتمثل في كون أدق التحليلات التاريخية وأكثرها تميزا و تبصرا هو ما ورد في الدراسة النقدية أي أطروحة الشعر الشنقيطي فما بالنا بالأعمال الخالصة للتاريخ؟ إن جمال بلا مراء من طبقة مؤرخينا الأجلاء غير أن "جانبه الآخر" طغي أحيانا على البعد التاريخي لخلفيته فأصبح من المخضرمين أديبا مؤرخا أومؤرخا أديبا حسب الظروف و من أحسن ما تمخض عن هذه المنزلة أنه تميز بسبك جمل بديعة و أقوال جامعة مانعة منها الجملة التي طالما استشهدت بها في حديثي عن نتائج الحركة المرابطية : "هذا الإسلام السني المالكي المتسم بزهد متشدد وورع صارم" فهو في هذه المواطن يمزج بين صرامة العلم وبراعة الكلم فما أجمل اجتماع التاريخ والأدب أليس في ذلك صلة رحم تليد؟

 

 

بقلم: الأستاذ الأمين ولد محمد بابه

 قسم التاريخ بجامعة انواكشوط

 


[1]  أحمد ولد الحسن وشهرته جمال  (1959-2001) أديب و ناقد و أستاذ اللغة العربية و آدابها مارس التعليم في المؤسسات الجامعية في بلده موريتانيا و له مؤلفات عديدة في النقد أحدث فتوحات عظيمة في الأدب عموما كما كانت له مساهمات مهمة في كتابة التاريخ و هي موضوع المقال الذي بين أيدينا

[2]  بابكر بن حجاب "منظومة ابن حجاب في تاريخ إمارة الترارزة"-  تحقيق خديجة بنت الحسن - بيت الحكمة – قرطاج -1991

[3]  مقابلة مع أخت المؤلف الأستاذة  خديجة بنت الحسن –  انواكشوط يوم 3 اكتوبر 2020

[4]  ورد في تقديم تحقيق التكملة أن احدي النسخ بخط أحمد ولد محمد بن أبي مدين قد أهديت لوالد جمال راجع محمد فال بن بابه العلوي "كتاب التكملة في تاريخ إمارتي البراكنة و الترارزة"  تحقيق أحمد بن الحصن –بيت الحكمة – تونس – 1986-  ص 13

[5]   راجع التكملة – مرجع سبق ذكره - ص 14

 

[6]  منطقة في الجنوب الغربي الموريتاني

[7]  محمد اليدالي بن محمد سعيد (1684-1752) عالم موريتاني له مصنفات رائدة في التاريخ

[8]  محمد والد بن خالنا ( م. 1795)  عالم موريتاني ألف في الأنساب و التاريخ

[9]  المختار  ولد جنكَي (1836 - 1903)- عالم و متصوف موريتاني

[10]  محمد فال ولد العاقل له مصنف في حوادث السنين

[11]  انظر التكملة – مصدر سابق – ص 8

[12]  أحمد ولد الحسن "ضالة الأديب : ترجمة و ديوان سيدي محمد بن محمد الصغير ابن انبوجه  (ت 1275 ه- 1858 م ) تحقيق الدكتور أحمد بن الحسن – منشورات المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة  إيسيسكو – سلا – 1996-1417– ص 5

[13]  المرجع السابق – ص5

[14]  التكملة مرجع سبق ذكره- ص 8

[15]  أمحمد بن أحمد يوره الديماني – إخبار الأحبار بأخبار الآبار – تحقيق أحمد ولد الحسن - منشورات معهد الدراسات الإسلامية  – الرباط 1992 - ص 7

[16]  المرجع السابق – ص 5

[17]  راجع نصيه :"الحاج عمر الفوتي وبلاد شنقيط  ملاحظات في العلاقات الثقافية والسياسية" الندوة العالمية حول الثقافة العربية الإسلامية جنوب الصحراء – باماكو 9-12 /08/1995 و " الحاج عمر الفوتي والمدرسة التجانية في تيشيت"

[18]  التكملة – مرجع سبق ذكره- ص 7

[19]  أحمد بن الحسن "حركة الإمام ناصر الدين و منزلتها في تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا" – ص 13

[20]  راجع حركة الإمام ناصر الدين- مرجع سبق ذكره – ص 6

[21]  راجع التكملة مرجع سبق ذكره –ص  7

[22]  حركة الإمام ناصر الدين– مرجع سبق ذكره – ص 6

[23]  راجع التكملة - مرجع سبق ذكره – ص 39 و 45

[24]  راجع الهامش 124 من التكملة مرجع سبق ذكره – ص 44

[25]  أنظر ضالة الأديب - مرجع سبق ذكره – ص 44

[26]  مرجع سبق ذكره

[27]  الحاج عمر و بلاد شنقيط مرجع سبق ذكره – ص9

[28]  الشعر الشنقيطي - مرجع سبق ذكره – ص36

[29]  انظر في التكملة - مرجع سبق ذكره – ص 38

[30]  راجع الهامش 349 من تحقيق التكملة - مرجع سبق ذكره – ص 79

[31]  الشعر الشنقيطي  - مرجع سبق ذكره – ص 74

[32]  حركة الإمام ناصر الدين - مرجع سبق ذكره –ص 15

[33]  التكملة - مرجع سبق ذكره – ص 26

[34]  التكملة - مرجع سبق ذكره – ص 79

[35]  الآبار- مرجع سبق ذكره – ص 14

[36]  الشعر الشنقيطي - مرجع سبق ذكره – ص 30

[37]  المرجع السابق - ص 13

[38]  المرجع السابق - ص 13

[39]  المرجع السابق -  ص 31

[40]  المرجع السابق -  ص 35

[41]  المرجع السابق - ص 35

[42]  المرجع السابق - ص 24-25

[43] المرجع السابق -  ص 378

[44]  راجع عبد الله ولد البح  

Ould El Bah, A. Les Almoravides à travers les sources orales en Mauritanie, Mémoire  DEA, Université Paris I Panthéon- Sorbonne, Paris, 1982

[45]  أنظر مقدمة الآبار- مرجع سبق ذكره  - ص7

[46]  المرجع السابق – ص7

[47]  من المعلوم أن نص إمارتا إدوعيش و مشظوف وكذلك نص الآبار كتبا بطلب من الإداريين الفرنسيين النقيب كرهارت Gerhardt بالنسبة للأول و الرائد كادن Gaden بالنسبة للثاني  كما نعرف أن نصوص الشيخ مجمد اليدالي و أنساب والد بن خالنا من ضمن مخطوطات سلَمها الشيخ أحمدو ولد اسليمان للمترجم الرئيس الملحق بقيادة الأركان الفرنسية اسماعيل حامد مما مكنه من نشر كتابه

Hamet, I. Chroniques de la Mauritanie sénégalaise, Nacer Dine, Ernest Leroux, Paris, 1911

 

[48]  أنظر مقدمة الآبار - مرجع سبق ذكره – ص8

[49]  أنظر مقدمة الآبار- مرجع سبق ذكره – ص8

[50]  راجع الشعر الشنقيطي - مرجع سبق ذكره – ص 129

[51]  المرجع السابق – ص 151

[52]  راجع المقدمة الفرنسية لترجمة الآبار - مرجع سبق ذكره - ص 7

[53]  راجع مناقشته لما يسميه الفرضيات الإفتصادية و الأنتروبولوجية  في مقال حركة ناصر الدين  - - مرجع سبق ذكره ص 7-8     

[54]  مقال الحاج عمر الفوتي و بلاد شنقيط - مرجع سبق ذكره – ص4

[55]  المرجع السابق– ص8

[56]  راجع ضالة الأديب - مرجع سبق ذكره -  ص 10

[57]  راجع الشعر الشنقيطي - مرجع سبق ذكره - ص 74

[58]  راجع التكملة - مرجع سبق ذكره -ص 17

[59]  المرجع السابق – ص 17

[60]  راجع الشعر الشنقيطي - مرجع سبق ذكره – ص 239

[61]  المرجع السابق- ص 41

[62]  تلميح إلى عبارة شهيرة وبليغة قالها الشيخ حمدن ولد التاه عند تعزية أهل الحسن حيث قال "إن حياة جمال لم تكن طويلة غير أنها كانت عريضة" لكثافة ما حققه من أعمال أدبية و علمية مهمة و ما أنجز لوطنه وأمته من مهام جليلة

[63]  راجع لشعر الشنقيطي - مرجع سبق ذكره - ص 51

[64]  المرجع السابق – ص 95

[65]  المرجع السابق – ص 100

[66]  المرجع السابق – ص 98

[67]  المرجع السابق – ص 102

 

تصنيف: 

دخول المستخدم