وصف محمد ولد مولود الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بكونه "رجلا عاقلا يقدر جيدا ميزان القوى السياسية"، على حد قوله.
الشيء ونقيضه...
ورد هذا التصريح هذا المساء ضمن حديث مع قناة المرابطون التابعة لحزب تواصل الإخواني والمنتمي للمنتدى الوطني للديمقراطية الذي يترأسه الآن السيد محمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم (UFP) المنبثق عن حزب "الكادحين" التاريخي ذي التوجه اليساري الراديكالي.
ومن الملفت للنظر أن هذه الأوصاف الحسنة التي أضفاها ولد مولود على من يعتبره ألد خصومه استدل بها على نقيضها المتمثل في انتقادات شديدة مألوفة عنده: وهي تتلخص في نزع أي صفة إيجابية أو حميدة عن الرئيس محمد ولد عبد العزيز والنظام السياسي الذي يديره.
تكتيك الالتفاف على الاسئلة: التهجم على النظام...
ومن جهة أخرى أخفق تماما احمدو ولد الوديعة مدير قناة المرابطون ومحاور ولد مولود في دفع هذا الأخير إلى الإجابة على بعض الاسئلة الجوهرية التي تبدو محرجة لرئيس المنتدى، مثل : ما هي الخطة أو الرؤية الاستراتيجية أو برنامج العمل لدى المعارضة المنضوية تحت راية المنتدى للفترة الراهنة والمقبلة؟
ففي كل مرة كان ولد مولود يتفادى السؤال بسهولة عبر تكتيك التفافي معروف لدى زعماء المعارضة التي توصف ب"المقاطعة"؛ تكتيك يقوم على توجيه هجمات شديدة إلى النظام الحاكم ورئيسه، مبتعدين بهذه الطريقة عن السؤال المطروح حول خطط عملهم وبرامجهم.
محاور ناصح.. وليس بناطح
وقد ساعده في ذلك أن ولد الوديعة كان وديا تماما معه.. حيث لم يحاول أبدا إقحامه، بل تغاضى عن تهربه عن هذا النوع من الأسئلة خلافا لسلوك هذا الصحافي مع سياسيين آخرين استضافهم في السابق.. وتحلى تجاههم بسلوك الصحافي الناطح بدل المحاور الناصح.. نذكر من بينهم على سبيل المثال رئيس الوئام بيدل ولد هميد..
وكلنا نتذكر في هذا المقام ردة الفعل العنيفة التي صدرت عن بيدل في اكتوبر 2016 لما رد على سؤال حاول ولد الوديعة اقحامه به. فرد عليه قائلا: "أنا لا اهرب.. انت الذي هربت"
تصنيف: