مرشح "التغيير المدني" ضحية ل "فبركة" جديدة أم وقع في فخ نصبه له عرابه ومموله ؟ (ملف)

علاقة الرجلين تبدو عميقة؛ ويقول الناس انها تعود إلى زمن بعيد نسبيا لما كان ولد بوبكر وزيرا للمالية وولد بوعماتو في بداية مشواره التجاري الذي سيؤدي به إلى الثراء بسرعة مذهلة في عهد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع.. نجاح تجاري فاجأ كثيرا من الناس وحيَّرهم. وقد فسره البعض بعوامل مريبة منها تسهيلات ومعاملات مالية كثيرة ومثيرة للجدل قيل أنه حصل عليها هو ورجال اعمال آخرين، جدد وقدامى، بفضل تواطئ الإدارة العمومية وبعض السلطات السياسية النافذة آنذاك معهم. واليوم فإن الرجلين دخلا في مغامرة سياسية مشتركة قد لا تخلو من مخاطر لا يستهان بها.

   فللمرة الثانية في ظرف أسابيع قليلة يرِِد اسم من يوصف ب"مرشح التغيير المدني" واسم عرابه السياسي ومموله السيد محمد ولد بوعماتو في عمليتين تربطانهما باليهود وبإسرائيل. العملية الأولى تتعلق بزيارة وعلاقات قيل أنها ربطت ولد بوبكر بمنظمة وهيئات يهودية في باريس خطط لها ولد بوعماتو - حسب ما ذُكِر- خلال رحلة ولد بوبكر الأخيرة إلى فرنسا مما له آثار سلبية على الرأي العام الموريتاني والإسلامي والعربي. وتفاديا لذلك او للتخفيف من وقعه، نشرت لجنته الإعلامية بيانا وصفت فيه الخبر بأنه "فبركة" دون أن تقنع الناس تماما بشكل يجعل حدا نهائيا للشكوك المترتبة عن الأمر والإشاعات - الصحيحة أو الكاذبة- المغذية له. 

(اقرأ: "هل هي حقا فبركة.. ومن أين جاءت : من إذاعة أسرائيل أم من الذين نسبوا لها، أم من حملة ولد بوبكر؟")

بل على العكس تتناول منذ صباح أمس المواقع الالكترونية الموريتانية هي وشبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع خبرا آخر صادرا عن إذاعة فرنسية يسير في نفس الاتجاه ويعززه .. إذ يثير من جديد تساؤلات مريبة- كما يظهر من  الصورة التالية.. حيث يبدو، حسب الخبر الوارد في التدوينة، أن ولد بوعماتو قد زج  بمرشحه في فخ جعل منه زبونا لتجار يهوديين وعميل للموساد.

وفي حالة صحة الخبر، فمن المرجح أن ولد بوبكر لم يكن على علم تام بحيثيات عملية تأجير الطائرة. غير أن جهله لموضوع بهذه الدرجة من الخطورة غير مبرر اطلاقا، وكذلك سكوته عليه. لأن وقوعه فيه عن غير بينة  يعبر عن سذاجة وتقصير لا يليقان بإداري محنك وبزعيم سياسي مجرب يطمح إلى قيادة الدولة. 

 تُرى كيف سيكون رده على هذه الفضيحة؟ هل سيترك الأمر للجنته الإعلامية كما فعل من قبلُ؟ أم أنه سيتصرف بطريقة أخرى، علما أن ردة فعل مسؤوليه الإعلاميين كانت دون المستوى المطلوب  في المرة الماضية.؟

وأيا كان تصرفه، فينبغي أن لا يقتصر على القول بأن القضية "فبركة". بل عليه أن يقدم أدلة دامغة لا تترك مجالا للشك.. وأن لا يكتفي كذلك بتوجيه اللوم إلى منافسيه السياسيين الرئيسيين، خاصة أن  مرشح هؤلاء السيد محمد ولد الغزواني بين بجلاء كيف فضل، في إطار حملته الرئاسية، تأجيرواستخدام  طائرة موريتانية عملا بالقوانين والنظم المعمول بها في البلد. 

(اقرأ: "إختيار ولد الغزواني لمروحية عسكرية ثمرة لإعلان مناقصة وطنية و دولية"

        "استخدام المرشح غزواني لطائرة عسكرية: الرئيس المختار ولد داداه "يُكاشَفْ لُو")

البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي)

تصنيف: 

دخول المستخدم